السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً

بلاد العجائب ,,,, وهيكلة الجيش

عباس القاضي
الأحد ، ١٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
الذي يقرأ الأحداث في بلاد واق الواق , يجد العجب العجاب, الحرس الجمهوري يقصف القرى في أرحب , ويطارد سكانها إلى الكهوف في الوقت نفسه, الجماعات المسلحة في ثلاث محافظات على الأقل تعيث في الأرض فسادا, قتلا وتنكيلا وتتوسع بشكل مخيف.

والغريب في الأمر أن هناك من حملة المباخر الذي أصبحت جمورها رمادا, ما زالوا في غيهم القديم, يتصدرون الوسائط الإعلامية تمجيدا ومدحا لرأس النظام الذي كان , وكأنه ما زال يتربع على كرسي وصفه في يوم ما , بأنه من نار, ويحكم شعبا قال عنهم : إنهم ثعابين, يقولون هذا وكأن قلوبهم قدت من حجر الصوان, مما يجري في البلاد بل تجاوزوها إلى المباركة لهذه لهذه الأعمال, لأن الشيطان يمنيهم بأنها ستعيد لهم عهدا, أضاعه شعب , بأسلوب أذهل العالم.

سلمية لا ينقصها صمود, وإصرار ممزوج بفن , وأمل معقود باليقين .

أبواقهم الإعلامية أذلت الشعب بما سموها الشرعية الدستورية, فقتلوا وصادروا بالحريات باسمها , وكلنا يعرف ما هي الشرعية التي كانوا يتدثرون بها , فقد جاءت من انتخابات مزورة بإعلان الفوز قبل فرز الأصوات.

هاهي الشرعية جاءت من الشعب لتأتي برئيس جديد بمبادرة إقليمية ورعاية دولية , رفضوا قراراتها واعتبروا التمرد شرعيا,,يا لها من مفارقات عجيبة ! والأعجب منها أن الكثير منهم يشن حملة شنيعة على حكومة الوفاق لأنها لم تنقل اليمن خلال هذه الأشهر إلى مصاف الدول المتقدمة , ولم تكسب اليمن عضوية دائمة في مجلس الأمن ولم تتجاوز الصين في ميزانها التجاري, وما زال الريال لم يتجاوز الدولار .

ألم أقل لكم إنها بلاد العجائب ؟ يتناسون أن النظام الذي كان قد جثم على صدور اليمنيين ثلث قرن, جعلنا في قعر القائمة من الدول المتخلفة, وقد بدأ حكمه, وقيمة الدجاجة خمسة ريالات ويعطيك البقال معها "حبة صلصة مجان " وقد خرج من الحكم والدجاجة قيمتها تتراوح بين ألف وألف وخمسمائة ريال !!.

نعود إلى أعقد مشكلة تواجهها اليمن وهي الجماعات المسلحة التي وجدت في غياب الدولة ضالتها, وفي المماحكات السياسة تطلعاتها الغير مشروعة

فصمت الحرس الجمهوري ووحدت مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة يضعها ليس في موقع الشك بل بموقع المشاركة.

التسليح والتجهيز والتدريب إذا لم يقم في صد ومواجهة هذه الجماعة المارقة , ما الفائدة من وجوده والإنفاق عليه,؟ إلا إذا كان من أجل مواجهة الشعب المسالم بقتله وسحله كما هو الحال في أرحب .

بهذا لا نتفاجئ يوما إذا ما خصص الثوار جمعة تطالب بحل الجيش بدلا من هيكلته, على الأقل سنضمن أن المعدات العسكرية الثقيلة لن تتسرب إلى هذه الجماعات ,كما هو الحال , فالشعب قادر بنفسه لحماية أرضه وعرضه.