الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٠ صباحاً

الإنتماء الوطني و الإنتماء الحزبي ..و العامل المشترك

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ١٨ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
ليس عيباً أن التحق بحزب من الأحزاب السياسية التي تتوزع في البيئة السياسية اليمنية ، سيمّا عندما يكون الحزب الذي أسعى للاتحاق به ذات رسالة عالية ، و ذات غاية مثلى تجتمع بها حق المنتمي على الوطن وحق الوطن على المنتمي اليه ، و على أن يكون البرنامج العام لهذا الحزب يهدف الى تنمية الانسان فكرياً و إجتماعياً و يغرس في نفسه حب الايمان بالله تعالى ثم حب الايمان بالوطن الذي يعيش فيه و العمل دون كلل أو ملل في خدمة دين الله تعالى و خدمة الانسانية في اطار المشاركة في بناء الوطن و الدفاع عنه و تنميته و استقراره .

الإنتماء الوطني و نظيره الحزبي عند العاقل لا يمكن التفريق بينهما ، غير أن الأول يجب أن يكون له أولوية كبيرة و العمل به أكبر مع امتلاك الفرد المهارة العالية للربط بين هذين " الانتمائين " كي يستطيع كل واحد منهما ان يخدم الولاء أو الانتماء الآخر ، و لا ننكر أبدا اليوم أن الأحزاب أصبحت منتشرة بشكل كبير في الواقع السياسي اليمني ، و هذا بفضل الأجواء و المناخات الديمقراطية التي تتميز بها البلاد رغم وجود ملاحظات على الكمية الهائلة لوجود الأحزاب و التي لربما قد تكون سبب رئيسي في تقطيع أواصر النسيج الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد ، و لكن إضافة الى هذا المناخ الإيجابي التعددي ، يمكن للفرد الواعي الذي يعرف ما له و ما عليه أن يميز بين تلك الأحزاب و الانتمائات المختلفة و يدرس بحضور كامل حواسه برنامج كل منها على مضض ، وبعدها يستطيع ان يكتشف أين يكون للوطنية مساحة و أرضية تقيم عليها في جوف الحزب الذي قد يصل الى قناعة تامة بالانظمام اليه .

في الإعلام المتنوع نجد أن كل حزب ينضح بما في اناه .. لكن الانسان المتعلم و المتحقق و المتابع عن كثب لواقع الحزبية في بلادنا يمكنه أن يجد حلاً في عملية اللحاق و الأنظمام الى و احد منها ، وبهذا يكون التحاقه عن قناعة ذاتية أولاً و نابعة من التزام الحزب المعني بحمل الهم الوطني و العمل لأجل الوطن و ليس العمل لأجل تمرير المشاريع الحزبية الضيقة .

هناك من يقول أن الجلوس في حزب " المستقلين " هو الرأي السديد الذي لا يعمل للحزبية على قدر ما يعمله هذا المستقل للوطن و ما يقدمه له ! و هنا وقفة جادة في هذا الأمر ، فالعمل في دائرة المستقلين و في منأى عن الأحزاب الفعلية لا يمكن أن يكون له تأثير أقوى من العمل مع الحزب أو تحت ادارة و محرك برنامج حزبي منظم للحيلولة دون الإنزواء السياسي الذي قد لا يخدم الوطن و المواطن و قد لا ينمي من قدرات الفرد السياسية و الاجتماعية .

الجسر الذي يربط بين الولاء الوطني و الولاء الحزبي هو جسر لا بد من المرور عليه مع أهمية التركيز على الدخول من الباب الأول باب الانتماء الوطني للعمل في الأرضية السياسية المشتركة التي تخدم في أولويتها البلاد و العباد و تحافظ على الثوابت الوطنية المتمثلة بالدفاع عن الوطن و الذود عنه و الحفاظ على مقدراته و مكتسباته و كذلك العمل على خدمة المواطن في جميع مناحي الحياة ...