الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٤ مساءً

امريكا ، النوم مع الشيطان

رضوان محمد السماوي
الخميس ، ١٩ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
أمريكا لا تصنع الأحداث ، بل تستفيد منها وتستطيع أن تتعامل معها بدينامكية وحيوية عالية تتبدل معها المواقف والاتجاهات وفق محددات وثوابت لا تتغير ولا تتبدل سواء كان القادة والزعماء من المحافظين الجدد كبوش الابن أو من الديمقراطيين كأوباما .

أهم المحددات والثوابت هو ضمان بقاء الدولة المسخ " دولة اليهود في فلسطين " وتفوقها عسكرياً وحضارياً .

ثورات الربيع العربي كانت نتيجة طبيعية لحال الضعف والتفكك والانبطاح الذي وصلت إليه القيادات العربية القومية التي كانت في يومٍ من الأيام تهدد بأنها ستغرق دولة اليهود في البحر .

ركبت أمريكا موجة هذه الثورات وعرفت أن هنالك وجوه جديدة صاعدة ، لابد من إدارة الصراع معها والاعتراف بها كواقع يجب التعامل معه وفق الثابت والمحدد سالف الذكر .

القوة الجديدة هي الأحزاب الإسلامية السنية والشيعية ولذلك مكنت أمريكا للرافضة في العراق ولبنان بتواطؤ وتعاون الدولة المحسوبة زوراً على المسلمين زوراً دولة آل سعود في أرض الحرمين .

بشرت أمريكا بالديمقراطية في العقد الماضي خصوصا ً بعد إسقاط نظام صدام حسين ، وقال بوش الابن مخاطباً الأنظمة العربية غيّروا قبل أن تتغيروا وتداعت الأنظمة المستبدة خصوصاً في مصر والسعودية وسوريا إلى تبني بعض الإصلاحات الشكلية فسمح مبارك للإخوان بالفوز بثمانين مقعداً وأجرت السعودية ما سمته بالانتخابات البلدية وأجرت سوريا بعض الإصلاحات الشكلية ، لكن كل ذلك سرعان ما تبخر وذهب أدراج الرياح بعد تصاعد الهجمات ضد أمريكا في العراق وأفغانستان وظهور بوادر الانتخابات الديمقراطية بفوز الإسلاميين خصوصاً في فلسطين والمغرب والسعودية " في المجالس البلدية " وفي الكويت والبحرين .

الحرب الأمريكية على ما سمته الإرهاب بعد أحداث سبتمبر جعلت العديد من الحركات الإسلامية تتبنى ما تسميه خطاباً معتدلاً يدعوا إلى التعايش والقبول بالآخر ورفض العنف كسبيل لعرض الآراء والأفكار والاعتراف بأمريكا كقوة عظمى لاتُقهر والتخفيف من الخطاب القائم على الولاء والبراء وقتال المشركين والكافرين والقبول بالأمم المتحدة كمنظمة عالمية .

الثورات العربية أظهرت الإخوان كلاعب جديد في المنطقة ، على أمريكا وآل سعود وإيران القبول بهم والتعامل معهم ولذلك فإن التقاسم الجديد للمنطقة سيكون على النحو التالي :
1- سيستلم الإخوان حكم الدول التالية : مصر ، اليمن ، تونس ، ليبيا ، الجزائر .

2- سيتم وأد الثورة السورية وبقاء الهلال الشيعي إيران ، سوريا ، العراق ، لبنان ، وربما يتم إشراك الإخوان في حكم سوريا على أن تظل السيطرة والغلبة للنصيريين الباطنيين .

3- ستبقى مشيخات وإمارات الخليج وآل سعود ولن يشملهم الربيع العربي ، الذي جرت فرملته وإيقافه ومحاولة إفراغه من محتواه .

4- سيدخل الحوثيون في حوار مع الحكومة ويتشاركون سياسياً في إدارة حكم اليمن مقابل بقاء السيطرة النصيرية على سوريا وإن شارك الإخوان في حكم سوريا بشكل جزئي .

5- الأردن سيشهد إصلاح سياسي يمكن الإخوان من المشاركة السياسية في الحكم

6- سيؤسس الإخوان المسلمين مع السلفية التقليدية الرسمية السعودية والصفوية الإيرانية والنصيرية السورية والنصرانية الأمريكية لديكتاتوريات جديدة في المنطقة تستخدم أسلوب القمع والإقصاء السياسي كأسلوب للتعامل مع المعارضين الجدد .

7- هذه الصفقة ستؤدي إلى انشقاقات وتصدعات وقيام تحالفات جديدة مخالفة لما هو سائد اليوم وستظهر قوة معارِضة جديدة تتمثل في الخطاب السلفي الحركي الذي يجمع بين سلفية المنهج وعصرية المواجهة والحفاظ على الثوابت الوطنية والأهداف الإسلامية العامة ، تظهر بوادر هذا التبلور والتشكل في تونس ومصر واليمن .

8- ستظهر أبعاد هذه الصفقة وأطرافها للمتابع المسلم بسهولة ويسر ، ومع مرور الأيام ولن نحتاج لثمانين سنة أخرى لإدراك المؤامرات والصفقات .

9- الجهاد والمجاهدون هم المستفيدون من كل هذه التغيرات وما أخذ بالقوة لن يرجع إلا بالقوة .