الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٤ مساءً

إيران .. شوكة فى الحلق ولا تؤلم !

أحمد مصطفى الغر
الجمعة ، ٢٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٥:١٠ مساءً
كتب كثيرون عن الوضع الايرانى ، وخاصة بعد تزايد العقوبات و الحديث عن رغبة إسرائيل فى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران كتلك التى إستهدفت فيها إسرائيل من قبل مناطق عسكرية فى الداخل السورى قيل حينها أنها تحوى نشاطات نووية ، مشكلة إيران أنها ليست لقمة سهلة المضغ ، فإيران التى إعتادت على العقوبات لم تتأثر كثيراً هذه المرة مع فرض المزيد من العقوبات ، كما أنها لن تقف مكتوفة الأيدى تصد الهجمات ، بل ستعمل على نقل المعركة إلى ساحات مفتوحة فى الجوار .. بل وربما يتطور الأمر إلى مشاركة أذرع إيران الممتدة فى بلدان كسوريا ولبنان كى تشاركها هجومها على إسرائيل وعلى منشأت أمريكية فى بلدان أخرى حول العالم ، ولعل فى تلك الأسباب وغيرها ما يعطى لإدارة أوباما المبرر فى التأنى كثيراً قبل إتخاذ أى موقف عسكرى مع إيران و ذلك على عكس رغبة إسرائيل فى تسديد ضربة موجعة للبرنامج الايرانى ، خصوصاً وأن منطقة الشرق الاوسط مشتعلة بالاساس بفعل الثورات الشعبية التى اجتاحت الدول العربية.

الأمر بالنسبة للولايات المتحدة لا يشكل صعوبة على المدى القريب ، إذ بإمكانها أن تخوض حرب ثالثة حتى قبل أن تفرغ من حروبها السابقة فى أفغانستان والعراق والمشاركة مع حلف الناتو فى ليبيا ، لكن ما تخشاه الولايات المتحدة هو خلق موطن جديد لتصدير الارهاب من تلك النقطة ، فالتعاطف مع ايران سيكون أكبر ، وبالتالى تهديد المصالح الامريكية فى كل بقاع العالم وربما تنتقل الهجمات الارهابية إلى داخل العمق الامريكى مرة أخرى وهو ما يجعل الشعور بالأمن شيئاً من الماضى ، إذن فالولايات المتحدة تضع خطورة أمن إسرائيل فى المرتبة الثانية لأن مصالحها لابد أن تكون فى المرتبة الأولى ، حتى وان ردد المسئولون الامريكيون غير ذلك .

نحن العرب من شأننا ألا تقوم حرب فى تلك البقعة من العالم ، فنشوب الحرب يعنى توتر الملاحة فى الخليج العربى وهو ما يعنى خسائر فادحة للاقتصاد الخليجى ، هذا بخلاف تهديد أمن الخليج عموما وإمكانية أن تنال الأراضى العربية نصيباً من المناوشات ، لكن فى نفس الوقت فإنه لا يغضب العرب أن تظل إيران شوكة فى حلق الولايات المتحدة تؤرقها وتؤرق إسرائيل طوال الوقت ، وهو ما يصب فى مصلحة الدول الخليجية من ضرورة التسلح لمواجهة خطر محتمل والدفاع عن أمنها القومى فى حال نشوب أى حروب فى المنطقة ، إذن فإن الشوكة الايرانية لا ينبغى أن تؤلمنا نحن العرب بل يجب أن نستفيد منها قدر المستطاع ، مشكلة العلاقة بين العرب وإيران أنها قامت على تصورات وضعتها الولايات المتحدة ورسختها فى الاذهان لنقبلها كمسلمات ، وهنا لابد من طرح سؤال : لماذا لا نتحاور مع إيران ، ونقف منها موقف الحياد وليس العدو ؟ ، أليس التقارب التركى منها مع الابقاء على مسافات محددة فى تلك العلاقات نموذجاً يجب أن نضعه فى الاعتبار ونقلده على أقل تقدير ؟