الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠١ مساءً

وتلك الأيام نداولها ...!!

أحمد فوزي
الجمعة ، ٢٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
وقفت كثيرا عند هذه الآية مبتسماً فحيـن كنت أقرأها تبادر لذهني مقارنة تاريخية بسيطة, ولندع التاريخ يتحدث فهو ماهر فصيح في وصف الأحداث السابقة واللاحقة .

عندما قامت ثورة 1948 في اليمـن والتي كانت ثورة مسلحة على الإمام يحيى -رحمه الله-, فلما أحس الإمام يحيى بالأمر الواقع قام بإعدام الثوار وكلنا نعلم ذلك, ما علمناهـ عن تلك الثورة هي مقولة الشهيد الثلايا - رحمه الله - ايضا .

أما في ثورة 1954م التي قادها أيضا ضباط من الجيش والتي فشلت أيضا وكانت هذه المرة بقيادة جميل جمال (العراقي الجنسية ) والتي خرج فيها على الإمام أحمد، ولكـن الإمام احمد كان أدهى من الجميع .حيث هرب من مدينة تعز إلى مدينة حجـة العاصمة السياسية لوالده, وعندما عاد بالأموال والذهب , أغرى القبائل الساكنة في محيط صنعاء, واستباحه صنعاء وأهلها وقال للقبائل: "صنعاء بما فيها ملك لكـم".

وبالفعل استطاع الرجل السيطرة على صنعاء, ولم تمر فترة إلا وقامت ثورة 1962، وهذه المرة أيضا كانت على أيدي الجيش وشارك فيها الكثير من الرموز الوطنية.

ما عرفناه عن تلك الحقبة كثيرا وكل شخص من المعاصرين لتلك الفترة نسب لنفسه البطولات والأساطير - لا يهمنا كثيرا -, ولكـن ما حدث فعلا هو حرب أهلية طاحنة بين الملكيين والجمهوريين في تلك المرحلة , وللأسف لم يكتب الاستقرار لهذا الوطن حتى بعد تلك الحقبة, فقد لملم الملكيون جراحهم واستعانوا بدولة مجاورة من اجل العودة إلى السلطة , وكانت الفاصلة هي حرب السبعين يوم .

وسميوا الملكيين بالرجعيـة والأمامية , ولنأتي سريعا على تاريخ الثورة اليمنية الحديثة 2011 التي خرجت .

لا نرى اختلافا كثيرا ، فالإمام يحيى الذي استعان بابنه احمد، وعينه ولي للعهد وعاد أحمد ليضرب صنعاء وبقوة القبائل .

وبالفعل نرى هذا يحدث حاليا فـي الرئيس السابق علي صالح الذي يستعين بابنه احـمد لزعزعة الأمور في هذه الدولة، وقد استعان بالقبائل بل وأدخلهم الخيام وصرف عليهم من ميزانية الدولة .

والملكيون في تلك الأيام وقفوا يدا واحده مع النظام , ونرى في هذه الأيام المسمون بالمؤيدين يقفون قلبا وقالبا مع نظام صالح .
والذين أعطونا المبادرة لكي نطبق شروطها والتي فيها الحصانة , هم أنفسهم من دعموا الملكيين قديما من اجل إعادتهم للسلطة بل وقاسموها مع الثوار .

أما المشايخ الذين قالوا عن أنفسهم أنهم لعبوا ادوار البطولات والأساطير في ثورة 62 نراهم هم أيضا الذين ينسبون لنفسهم البطولات والأساطير في 2011 .

أما الملكيين الذين عادوا وحاربوا في حرب السبعين يوم فهم اغلبهم من أقرباء أسرة حميد الدين, والذي يمسكون السلطات العسكرية ويهددون ويتوعدون هم من أسرة الأحمر .

فسبحان الله الذي جعل التاريخ يعيد نفسه .ستعرفون ما سيحدث بمجرد قراءتكم الآية (وتلك الأيام نداولها بين الناس ).. وترحمكم على كل شهداء معركة السبعين يوم.