الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٩ مساءً

هيكلة الجيش والتعليم واعادة صياغة الدستور والوصاية الغربية

نصر شاجره
السبت ، ٢١ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لكم تشبعنا بمصطلحات لها معاني كبيرة وغزيرة منذُ نعومة اظافرنا حتى اصبح الراس شيباً, ونحن نسمع تناغيم اوتار النضال والتحرر من الهيمنة والاحتلال ومن التبعية والارتهان لقوى استعمارية خارجية.

سمعناها ممن اتخذوا من النضال المسلح وسيلة وغاية ففتكوا في الناس البرئ منهم وقد يكون منهم المذنب هكذا كانت ترانيم الاناشيد الوطنية والنضالية في الستينات والسبيعينيات وما تلاها حتى يومنا هذا ونحن ننشد ونتغنى بتلك الكلمات الصادعة والصادقة ممن أعدوها وألفوها وممن لحنوها واخرجوا انغامها وممن شذى اصواتهم بمعانيها الجميلة.

حينها لم نكن ندرك بأن تلك الزعامات التي كانت من رموز التحرر والنضال مرتهنين ومرتميين في احضان القوى الاستعمارية فمن لم يكون تحت عباءة المستعمر الغربي كان مرتهن ويلتبس رداء المستعمر الشرقي..

واليوم ونحن في أوج تفاعل ثورات الشعوب ظهرت واستبانت الامور كشمس ساطعة وتكشفت الوجوه الكاحلة المحنطة بالجور والفجور وبعواقب الامور..

كيف لا وها هم يعيدوا سيرتهم الأولى من وضع مؤسستنا الوطنية التي اصبحت مشكوكة في مضامين ومعاني هذه الكلمة قواتنا المسلحة وقوات الامن التي يفترض بها بأن تكون من الشعب والى الوطن حامية حدود الوطن ومتابعة لكل دخيل وعابث وفاسد في ارض السعيدة, الفوضى والتمزق والتخريب والانشقاق في اوساطها على اساس زعامات وقيادات عسكرية ومرتهنة لتيارات سياسية وعسكرية ولزعامات قبلية.

ونحن نسمع اليوم للاسف الشديد بأن قضية اعادة هيكلة جيشنا الوطني من قبل الولايات المتحدة الامريكية كما هيكلة الجيش العراقي بعد اجتثاثه وهد اركانه ومؤسساته, ماذا نتوقع من امريكا بأن تبني لنا وماذا نتوقع من ارتهاننا لتصليح ما افسده قادتنا من الجنرالات والزعامات العسكرية والقبلية, انه الضياع وفقدان ابسط مقومات الترفع والشموخ والعزة التي ما لبثنا نرددها في كل طابور صباح بمدارسنا ومؤسساتنا الاعلامية وفي كل محفل ومناسبة وطنية وغيرها..

بينما يخضع دستورنا واساس شريعتنا ونمط نظامنا للمشرع الفرنسي وما ادراك ما المشرع الفرنسي قوانين وضعية لاتمت لمعتقدنا وبيئتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ولمقومات قيمنا واخلاقنا, ماذا نتوقع منهم ونحن من يشيدوا الاخرين بعمق ودقة صياغة مواد دستورنا وقوانيننا والذي استمد الاخرين كثيرا من فقرات دساتيرهم وقوانينهم مما شرعنا وسنينا من قوانيين وانظمة.

فهل نحن محتاجون لمن يشرع ويسن لنا الدستور والقوانيين ام نحن في امس الحاجة لمن يطبقها ويرد لها اعتبارها ومن يخرجها من دواليب خزانة وادراج مكاتبنا لنعيش بموجبها في أمن وأمان ومحبة وسلام وفي عدل ومساواة دون اجحاف أو ظلم أو محاباة ..

اذا نحن نحتاج لتفعيل الدستور والقوانيين وليس الى سن وتشريع من جديد.

اين نحن من منهجنا وكادرنا التعليمي ايام زمان وكيف كنا ننهل من علمهم واسلوب نقل مادتهم العلمية بكل بساطة وتعمق وفائدة برغم بساطتها الا انها كانت تحاكي الزمان والمكان في حينه.

واليوم ها هم قاداتنا الذين لم يبارحونا في الماضي وفي الحاضر وهم أحياء او قد يكوونوا تحت الثراء.

ومن كانوا لنا رموز النضال والوطنية يرهنوا تعليمنا للمستعمر القديم الحديث العجوزة الشمطاء المملكة المتحدة البريطانية ..

توزعت الوصاية علينا بين ثالوث وقد يكون اكثر من ذلك منهم الظاهر ومنهم المختفي باجندته المدمرة..

فهل يصلح هذا المستعمر ما افسدته رموز النضال والوطنية في وطننا.. لا اعتقد بأن هذا سوف يكون لان الواقع يبين لنا خطورة ما نحن قادمون عليه من ارتهان وضياع وتيهان لهذه القوى المتوغل فيها الحقد والتفنن في سياسة التشتت والتفرقة والانقسام وضياع القيم والهوية اليمنية..وخاصة ونحن نسمع بأن الاحتلال البريطاني في صدد فتح اسرار ارشيف الجنوب العربي كما يطلقون تسمية وهنا نعرف الاهداف والمرامي للسياسة البريطانية وهى التي اوغلت في تسمية الجنوب اليمني من الوطن في ظل احتلالها له الى الجنوب العربي والذي سار بعض المهزومين بترديد هذه التسمية واعادتها الى الظهور من جديد .

فهل هذا جزء من تصليح التعليم ورد اعتباره لا نصدق ذلك ولكنها البداية لهد كيان نسيج المجتمع اليمني وادخال عوامل تفككه وتقسيمه وتفتيته على اساس مناطقي وجهوي ومذهبي وعلى اساس اجناس مختلفة..

فهل نتنبه لما نحن قادمون عليه من مخاطر محدقة ونحن لها مستسلمون وراضون وغافلون وفي اهم مقوماته الوطنية في حياة الشعب اليمني ( الجيش والامن – التعليم – والدستور والقوانيين المنظمة).

والله المستعان على ماتصفون.