الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٦ مساءً

خدعوك فقالوا تمثيل

احلام القبيلي
الجمعة ، ٢٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
لا أدري أهو الغباء أم الاستغباء أم الضحك على الضفاير والذقون؟لا أدري هم الأغبياء , أم نحن؟وهناك مثل يمني يقول"مجنون أكل سبع فطير , قال مجنون ذي قدم له"..وأنا أقول إن الذي أكل والذي "قدم له" كلاهما مجنون.

دخلت علي بعض الفتيات وهن يشاهدن مسلسل اقسمن لي أنه خالٍ " من الكلسترول"..قصدي من الخلاعة والميوعة وانه صرخة في عالم التمثيل ,كله رجولة وبطولة وحشمة وعادات وتقاليد, فإذا بمشهد يجمع الممثل بالممثلة في وضع غير لائق, فما كان منهن إلا أن سارعن بتوضيح الأمر قائلات "هذه زوجته"..

لا اله إلا الله, زوجته من أين ؟زوجته بالخلاعة " على وزن أخته بالرضاعة"حتى وإن كانت زوجته فعلاً وليس تمثيلاً , فإنه لا يجوز أن نشاهد ما يحدث بين المرء وزوجه..

ما يجوز لا ما يجوز:
هناك قاعدة لابد إن نفهمها " إنه مالا يجوز فعله أو رؤيته أو سماعه في الواقع لا يجوز في التمثيل"وأسألك أيها المشاهد الكريم : إذا رأيت امرأة ورجلاً في وضع مخل بالأدب, هل ستستمتع بمشاهدة ذلك الوضع وتدعو أبنائك للمشاهدة ؟وهل ترضى أي امرأة أن تأتي بامرأة أخرى لترقص أمام زوجها, أو تسمح لزوجها بالدخول إلى مجلس يضم عدداً من النساء المتبرجات..

إن قلتم نعم فقد سقط منكم الإيمان عمداً, فالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقول " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" فما بالنا نستمتع بمشاهدة المعاصي والمنكرات؟.

يقولون تمثيل:
يا جماعة لا تجننوني" ايش يعني تمثيل"هل التمثيل ينزع الشهوات, ويحل المحرمات؟ أليس الممثل رجل والممثلة امرأة يقع عليهما ما يقع على كل مسلم ومسلمة من النواهي والأوامر؟..

وبعض الممثلات يصرحن أنهن ضد كل ما يخدش الحياء إلا إذا كان المشهد الخليع أو الرقصة المثيرة للشهوات تخدم المجتمع فلا بأس بذلك..

وممثله أخرى ترفع دعوى ضد المخرج الذي " خدعها حسب قولها وقام بتصويرها عارية ثم نشر المشهد بعد أن كان قد وعدها بأنه سيصور جزئها العلوي فقط"يعني المخرج والمصورين حلال عليهم " لأنها تخدم المجتمع!! "رحماك يا ربي يا رحماك.

تطورنا:
وكنا نهرب من المسلسلات العربية إلى المسلسلات المحلية لخلوها من العنصر النسائي أو مشاركة العنصر النسائي بضوابط, لكن أين "عنسير من تطور التدهور",لابد أن نساير الزمان ونبدع ولا أدري لماذا جعلنا الإبداع مقروناً بالتفلت والانحلال والسفاهة والوقاحة والخروج عن شرع الله تعالى وعن العادات والتقاليد؟ فبعد أن كانت الممثلة المحلية تخاطب الممثل عن بُعد أصبح سرير النوم يجمع بينهما ولا بأس من مغازلتها والقبض بشدة على يديهاحتى الملتزمين من الممثلين..

"تطوروا " واقتنعوا بفتاوى جواز تمثيل المرأة فأدخلوها في أعمالهم بشكل كبير وأحياناً في أدوار لا تخدم الفكرة , ولا بأس من الجلوس إلى جوارهن أو لمس أيديهن ومغازلتهن "يا عيباه يا مطاوعه"..

وهناك موضة جديدة طرأت على الوسط الفني وهي قيام الرجال بأدوار النساء , ولا أدري لماذا ؟..في البداية قلنا "يمكن قصدهم البعد عن العنصر النسائي تجنباً للحرام" ولكي يتصرف الممثل مع زوجته الرجل بحرية تامة ومن دون قيود, لكننا تفاجأنا بوجود العنصر النسائي دون أي قيود..

والطامة الكبرى أن الرجل " المرأة" صدق نفسه وتعمق في الدور, فظن نفسه امرأة وأخذ يلتصق بالنساء ويركلهن ويصافحهن وربما يصارع الممثلة ويطرحها أرضاً, فأصبح الجرم جرمين والمعصية اثنتين, "التشبه بالنساء والاختلاط بهن".