الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١١ مساءً
السبت ، ٢٨ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
في 27 إبريل "فرملوا" حلمنا المدني الديمقراطي

بعد تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م والإستفتاء على دستور دولة الوحدة في نفس العام و كان لابد من الإنطلاق إلى الخطوة التالية من أجل إنها المرحلة الإنتقالية والتأسيس لشرعية جماهيرية جديدة وهيا الإنتخابات البرلمانية التي ستفضي إلى وضع جديد قد لا يحتكراه شركاء تخقيق الوحدة السياسيين وهما الحزبان الحاكمان - في الجنوب الحزب الإشتراكي وفي الشمال المؤتمر الشعبي العا.م

في ال27 من إبريل في العام 1993م أتجه اليمنيون إلى صناديق الإقتراع في أول إنتخابات برلملنية تعددية في سابقة لا مثيل لها أستبشروا بها خيرا وسموه ب"يوم الديمقراطية" وبداية لعهد جديد تنتهي فبه الضغائن والمماحكات وكل أشكال التمييز الإجتماعي والسياسي وعدم المساواة واللا عدل في توزيع الثروة والسلطة وكأن شمس عصر سباء وبلقيس وحمير قد أشرقة من جديد, وأن هناك وعي وزهد قد تولد لدى حكامهم فجأة وبمعجزة إلهية لا يعلم سرها إلا الله, ولم يدر في خلدهم بأنهم يخدعون وأن قوى الشر تضمر لهم المكيدة والخديعة وأنها تستخدم مكر الثعالب لكي تتمكن من الإجهاز نهائيا على أي بارقة أمل في أرساء أسس الحكم الرشيد.

في نهاية الثمانييات وبداية التسعينات ومع سقوط أحد المعسكرين العالميين وإنتهاء الحرب الباردة هبة رياح الديمقراطية على معظم بلدان وقارات العالم بشكل لا سابق له وأستقبلتها الشعوب بكثير من الأمل والتفائل واستقبلها الحكام بكثير من الإحباط والتشاؤم,منهم من سلم بالأمر الواقع وحاول القيام بإصلاحات ديمقراطية تجنبهم الوقوع في مواجهة مع شعوبهم والخروج أو البقاء في السلطة بشئ من الشرعية الشعبية , ومنهم من تملكه الغرور والنرجسية وأستعد لقتل خصمه "الديمقراطية" بإرتداء ثوبها.

لم يدر بخلد شركاء الوحدة في أول أيامها بأن مخططا إقصائيا يجري الإعداد له على قدم وساق وأن القبول بما يطرحونه من أجل بناء الدولة المدنية التعددية ليس أكثر من تسويف وتمويه وأن صالح يعمل على إإقصائهم وأن كل ما أظهره من تجاوب ليس إلا لقصد "صلي له يقرب".

طالبنا بالتعددية باكرا فقالوا لنا" لا" إنتظروا إلى ما بعد إعلان الوحده وألإستفتاء على الدستور الجديد, أستفتينا عليه وأقر بأغلبية شعبية ساحقة أخافتهم وبداؤ بعزف موسيقاهم المفضلة "تسفيه الديمقراطية والمشروع الحضاري" اللذان نادينا بهما وبداء مسلسل الإغتيالات بإغتيال الشهيد الحريبي ومن ثم إغتيال ومحاولات إغتيال قادة الإشتراكي من مدنيين وعسكريين على طريق التخلص من شركاء الوحدة وبالتالي من مشروع الدولة المدنية الذي رفعه الحزب الإشتراكي ممثلا للجنوب آنها وإمتداداته في الشمال وحلفائه ومؤيديه وأصبح ا ل"الهيلوكس" رمزا لإغتيال المشروع المدني تنفيذا لأحكام محاكم التفتيش السلطوية الرجعية.

طالبنا بإخراج المعسكرات من المدن فقالوا هذا " رجس من عمل الشيطان ", طالبنا بتقنين إقتناء وحمل السلاح فقالوا لنا"أعتديتم على قيم الرجولة اليمنية" أجمعناء على وثيقة للحكم اللامركزي التعددي قالوا هذه "خيانة ونفاق",حاولنا منع حدوث الحرب التي قد تجر إلى الدماروالإنفصال وعقدنا مؤتمراتنا الحماهيرية في كل المحافظات وقلنا "لا حرب لا إنفصال" سفهوناء وأعدوا للحرب تحديا لإرادتناء.

قوى المجتمع المدني أرادة إنتهاز الفرصة وإعلان براءة ذمه من الماضي وإصلاح ما أفسده الدهر بيمنا القوى التقليدية رأت فيها فرصة سانحة للإنتقام من قوى التحديث بالإجهاز على الشركاء وفيد ما في شطرهم من ممتلكات عامة وخاصة " بعد أن أستنفدوا كل مقدرات وثروات دولتهم" ظلة بعيدة عن الفاسدين وخارج جيوبهم أكثر من عقدين من الزمن. حاولوا إفساد الشركاء بالإغراء والإحباط وأفسدوا البعض لكن الأمر لم يتسنى لهم تماما, عبؤا وسلحوا وأفتوا وشنوا حربهم المجنونة وخيل لهم بأنهم أنتصروا إلى الأبد وقضوا على كل بارقة أمل في التنمية والديمقراطية والحرية . أعلن صالح الحرب على الشركاء الجنوبيون والإشتراكيون وحلفائهم في ال27 من إبريل 1994م في ميدان السبعين –وهني كانة الطامة الكبرى التي أدمت قلوب الوطنيين الشرفاء وكل محبي الديمقراطية والحرية ودولة المؤسسات وأشفت غليل قوى التخلف والجهل والنهب والفساد.

لم ينتصروا ,بل هزموا في الحرب رغم إنتصار السلاح على العقل آنها ,وقد قالها نائب الرئيس آنها الأستاذ على سالم البيض في كلمته الموجهة لقادة المرسسات الأمنية والعسكرية المؤيدة له بأن الحرب قد فرضة ولكن المنتصر فيها "مهزوم" لأنه يدمر مقدرات شعبه البشرية والمادية والتماسك الإجتماعي والسياسي لرغبة شيطانية في الحكم في رأسه . أنتصر صالح ودشن بداية عهد إمبراطوريته " السنحانية" التي لا تغيب عن أطرافها شهب وحرائق الحقد والكراهية والأمية والفساد.

النطام أشعل النار ولم يطفئها ولكنه أحترق بها أيضا, ونصره المزعوم كان بداية نهايته , فلم يقضي على حلمنا في الدولة المدنية بل فرمله إلى حين . صحة ضمائر الكثير بعد أن أصبحت روائح "الفساد والتوريث" تزكم الأنوف في طول البلاد وعرضها, ثار الشباب الرائع سلميا ورفع شعارات الدولة المدنية وأيدته بذلك قطاعات واسعه من طبقات الشعب وفئاته الإجتماعية بما فيها تلك التي ناصرت صالح في الماضي بعد ان أصابتها" صحوة ضمير" غير مسبوقة. اليوم شعاراتنا في الماضي يرفعها من أيدها أو نعاطف معها أو حاربها وهي شهادة لنا بصواب ما كنا قد بدأناء به من زمن طويل. والفخر لكل من يصل إلى الحقيقة ويناضل من أجلها حتى لو وصل متأخرا خير من أن" لا يصل".

يأتي إبريل 2012م واليمن تشهد تحولات ثورية والفساد يتقهقر وأركانه تنهار والثورة تنتصر على مراحل ولكنها بحاجة إلى تجذير وقوى الثورة المتحالفة يجب أن تؤمن بالديمقراطية قولا وفعلا وتجذر إنتصارها بمزيد من الديمقراطية وإحترام التعددية وحقوق الإنسان. وأي إلتواء على أهداف الثورة المدنية الشبابية الشعبية السلمية لن يقود إلا لكوارث قادمه نحن بغناء عنها والوطن مسؤليتناء جميعا ولن يستقر أو يتطور إلا بنا جميعا, فهل يعي الجميع ذلك قبل فوات الأوان؟