الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً

تفاصيل ثورية..!

محمد محمود الشويع
الاثنين ، ٣٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
(1)
في ربيعٍ ماضي كان مستمسكاً بالصفوفِ الأولى، وفي هذا الشتاء صار في بطنِ الحوت

(2)
كَتبَ له "السيناريست" الموتُ قبل نهاية الفيلم بدقائق، كما مات "أحمد زكي" في فيلم "البطل" الذي يؤمن بالثورة

(3)
قامت الثورة والرجل "العجوز" أمسك بالميكرفون، في الصباح أمر الشباب بالاصطفاف للطابور، وبعد توزيع وجبة الغداء وأداء صلاة الظهر والعصر بدأت "مسرحية الأضرعي" وفي نهاية المطاف مات الشباب من الضحك

(4)
كان يحلم بالزحف وسط الزحام بحذائه القديم، وفي منتصف الطريق صار حذاؤه بضاعة "رائجة" تُباعُ في يوم الجمعة بأبهظ الأثمان

(5)
قبض ثوار "الدرجة الأولى" على السكين لتقاسم الكعكة، الشاب الأسمر أخذ دمعة..!

(6)
هكذا يحدث الموت في موسم "الربيع" أحدهم يصوِّر لحظة سقوط "الشهيد"؛ ليحصل على مائة "لايك" وعشرات التعليقات في سوق "الفيسبوك"، والقاتل لا يحصل على شئ

(7)
أشعلت الشابة "شمعة" الحزن عند انطفاء الكهرباء في المساء، في صباح تلك اليوم كانت قد زارت قبر زوجها الشهيد؛ فسألها: كم بلغت عدد مشاهدات جثتي على "اليوتيوب" ؟

(8)
قامت الثورة وكان الشاب إلى جوارِ الفتاة، والحق أن المرأة التي لقّبوها بألفِ رجل صرّحت بولعها بالرجل "العجوز"

(9)
في الميدان سألته زميلته: "كيف حالك ؟"
أجابها: "خائف من الكراهية والتخوين، نحتاج لأعوام للقبول بالأخر

(10)
للصامتين في بلدي حظوظٌ قليلة، على العكس تماماً في فرنسا حصل "الفيلم الصامت" على جوائز "أوسكار"

(11)
على فضائيةٍ قريبة يظهر شيخٌ ولحية وشعار "وفاءٌ لدماءِ الشهداء" يوجِّهُ رجلٌ سؤاله عبر اتصال هاتفي: هل يجوز يا شيخ قراءة الفاتحة مرة واحدة على جميع الشهداء ؟
وفضائية أخرى بعيدة ترفع شعار "الحياةُ الأبديّة للزعيم"

(12)
سألتني: لماذا لا تتوقف عن التقاط التفاصيل الصغيرة ؟
أجبتها: "التفاصيلُ الصغيرة..أصلُ الرواية"