الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٣ مساءً

طهران أم الرياض !

عبدالرحمن غيلان
الاربعاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لا شكّ أن تكومّ الأفكار الضالة وتداعياتها ومسبباتها وتسهيلات نمو عشبها يولّد الإنفجار البشع في المجتمعات التقليدية والمرتبطة بتشعبّات دينية .. في مجملها تخدم النظام السياسي بعيداً عن لغة الوسطية الدينية كما تدعي ظاهر هذه الأفكار.

وسأخصّ بالذكر البلدين الشقيقين اليمن والسعودية كونهما تأثرا كثيراً بهذه الإفرازات القميئة والتي برز فحشها في اليمن تحت مسميات دينية كالقاعدة وأنصار الشريعة .. وباشرت القتل والتدمير بأبشع الطرق .. بل أكلت نفسها قبل أن تأكل غيرها .. وأما السعودية فالقنابل الدينية الموقوتة بها والمتعصبّة لأفكارها فما زالت تتخفّى خلف كثير منابر تتوجّس الإنتقام الأكبر من معظم الخارطة الممتدة بامتداد الشرق الأوسط وليس مربع المملكة وحسب.

وباعتقادي أن السنتين القادمتين ستحملان الكثير من المتغيرات العدوانية في مجملها .. وستلقي بظلالها المشؤومة على المنطقة جميعها .. كون الجارة الشقيقة تتخندق حكومتها خلف منطق الوصاية الدينية على شعوب المنطقة .. مفسحة الطريق لدور أكبر لإيران وهي تبرر وصايتها أيضا من منطلق دينيّ تسعى لاجتياح شعوب المنطقة تحت بوارقه.

فهل هاتان المنظومتان تعملان وفق النظام الإسلاميّ الصحيح ؟ أم أضحى الدين أسهل لعبةٍ تمرر عبره أبشع مغنطة تدميرية للشعوب المستهدفة ؟ أم أن الربيع العربي في جولته الأولى سيعيد للنظام السياسي في المنطقة الكثير من التريث والتعقل لكبح جماح التشدد المقيت لأفكارٍ لا ترقى لمسار التطبيق العملي إلا في إطار محيطها وحسب!

وهذا ما ستؤكده الأيام والسنون القليلة الآتية بحجم دلائلها المنتشرة حالياً كمسببات للفتنة والفُرقة في كل مجتمعٍ تتكاثر فيه وليس اليمن أو لبنان إلا نموذجان لا يُحتذى بهما في مظاهرٍ موجعة كما نعيشه ولا نأمله لأيّ مجتمعٍ إسلاميّ رصين نرتقب بعد ما يسمى بالربيع العربي أن يكون أكثر انفتاحاً ووعياً وتمسكاً بأحقيّة الإنسان في العيش بكرامة ووسطية في إطار الدين الإسلامي الكامل وغير الممنهج وفق طائفيّةٍ مُهلكة أو مذهبيّة ممقوته.