السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٨ مساءً

رياح التغير في الوطن العربي

خالد العيزقي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
شهدت سنوات ما بعد استقلال الدول العربية من الاستعمار الأجنبي إي منذ الخمسينات إلي أوائل العام 2011 م ركودا ملحوظا في الفكر العربي التنموي وفي التطبيق السياسي المطلوب وزيادة معدل الفقر والبطالة والجهل ودخول المجتمعات العربية لسنوات طويلة في محيط الفشل والإحباط والشعور بالدونية والبحث عن مخارج للهروب إلي دول أمريكا وأوربا ودول الخليج العربي للبحث عن لقمة العيش الكريم ، كما شهدت معدلات النمو الثقافي والتعليمي هبوطا مريعا علي مستوي ادارة الحكومات واداء منظمات المجتمع المدني وعلي مستوي سياسي ظل العديد من الحكام علي سدة الحكم سنوات وسنوات دليلا علي التسلط والدكتاتورية وتنفيذ إحكام الفرد الواحد والحزب الحاكم الواحد ، وعلي مستوي الأداء العام للحكام العرب ظل الاختلاف وعدم الاتفاق وعدم الوقوف بقوة وموضوعية مع القضايا العربية هي النسق الثابت في عقول كل العرب لسنوات طويلة حتى صارت اجتماعات جامعة الدول العربية للاختلاق وليس للاتفاق وظلت قضية الهوية العربية ضائعة وظل الحصار و الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين أمر ثابت وضاعت القدس وباع المفاوضين القضية وظلت إسرائيل ابنة العالم المدلعة وضاعت أحلام الشعوب العربية الممثلة في الحلم العربي القائم علي الديمقراطية والحرية والتنمية والاستقرار والازدهار إذ ظلت تلك العبارات حلم وخيال وعبارات لنسمعها إلا جزافا من أفواه حكام الإرث العابر ... وتكونت الأفكار السوداء في أعماق كل عربي خاصة الشباب إذ ظل معظم الشباب في سن 20 إلي 30 لا يعرفون إلا حاكما واحدا ولا يسمعون إلا بحزب واحد حاكم وشخصيات واحدة تحكم وتأمر وتسرق وتسجن وتقتل وتخزن الأموال في حسابات سرية يزدادون ثراء ونعيما وظلما حتى جاءت رياح التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي يقودها شباب ( الفيس بوك ) من ظلوا في ظلام دامس طويل لسنوات وسنوات .... شباب لايعرفون معني الديمقراطية والحرية والتنمية والازدهار والأمن إلا من خلال خطابات زعماء العرب ووسائل إعلامهم المضللة.

جاءت رياح التغيير في مرحلة تاريخية جديدة يسطرها التاريخ بأحرف من نور منذ يناير 2011 أولها ثورة 17 يناير في تونس الخضراء إذا اقتلع الشباب حكما طال 23 عاما للفار الهارب بن علي ومعه أطنان الذهب الطائر والملايين المختفية في بيوت وقصور فاخرة ولم تكن الأسباب إلا طلب خريج جامعي العمل كبائع علي قارعة الطريق سدا لحاجته الضرورية ..ومن بعدها جاءت ثورة الشباب 25 يناير التي اقتلعت فرعون مصر بعد حكم دام 30 عام صارت فيه مصر أم الدنيا قبلة للانحطاط المادي والخلقي ومعبراّ للدول الأوربية والصهيونية للنخر في عظام الأمة العربية وظل الإنسان المصري يموج بين الفقر والحرمان والقهر والتسلط الأمني وظل المقربين من الفئة الحاكمة هم الأغنياء وأصحاب المشاريع وتبيض الأموال وما خفي كان أعظم.

في يمن الإيمان والحكمة حيث استمر حكم الفرد الواحد والحزب الواحد طوال 33 عام شهدت ايجابيات وسلبيات يشهد لها التاريخ إذ لا ننكر إن فترة الإمامة أصابت اليمن بالجهل والتخلف وضعف البنيات الاقتصادية والبنية التحتية وعند اندلاع الثورة ركز الحاكم علي النهوض باليمن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفق أهداف الثورة وكانت منها ثورة التعليم والإصلاحات الاقتصادية والوحدة اليمنية إلا إن هناك بعض السلبيات التي لم يستطيع الحاكم الخلاص منها مثل تفشي المحسوبية والفساد المالي والإداري وضعف الأداء والتثقيف الاجتماعي و غياب البرامج الداعمة لمستقبل الشباب مما ساعد بفاعلية علي اندلاع ثورة الشباب اليمني مطالبة بالتغيير الحتمي لكل مناحي الحياة.

إذ يتطلب ذلك التغيير مزيدا من الخطط والبرامج الداعمة للوعي العام علي مختلف الاصعده تنويرا لكافة فئات المجتمع محاربة العادات الضارة والسالبة كثورة حقيقية تساعد على خلق أجيال جديدة واعية متفهمين ووطنية تعمل علي النهوض باليمن السعيد ..
وليس الأمر قاصدا هنا على اليمن وحدها فالثورة قد اجتاحت معظم الدول العربية بمعايير مختلفة تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن ، البحرين ، سوريا , فلسطين ، الادرن ، السعودية مطالبة بالتغيير الحقيقي والى مستقبل أفضل للأجيال القادمة نحو التنمية والاستقرار والازدهار والحياة الكريمة .... إذن الله تعالي ..