الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٦ صباحاً

مستقبل مجهول .. لسلام مفقود !

أحمد مصطفى الغر
الثلاثاء ، ٠٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
مع مطلع شمس كل يوم جديد ، يتجدد أمل جديد فى نفوس البعض بأن يتحقق السلام مع الاسرائيلين المغتصبين لجزء كبير من الأراضى الفلسطينية ، و أن تهدأ الأمور و تستقر الأوضاع ، طامحين أن تقام الدولة الفلسطينية ذات السيادة على ما تبقى من فتات الأرض ، و أن يعيشوا فى سلام و رخاء مع جيرانهم الاسرائيلين ! ، تلك هى النغمات التى كان يتم ترديدها دائما قبل ربيع الثورات العربية ، ربما قد خفتت تلك النغمة مع رحيل أحد أبرز مردديها عن السلطة .. " حسنى مبارك" !

هكذا ــ وربما أكثر من ذلك ــ كان ما يتمناه بعض الزعماء العرب وقادة الغرب و بعض القيادات فى الداخل الفلسطينى منذ عقود طويلة ، حتى أصبحت الشعوب العربية تطمح الى ذلك هى الآخرى ، لكن رغم كل محاولات السلام مع إسرائيل ، لم تنجح أى محاولة فى أى وقت و أى مكان أن تحل القضية الفلسطينية ، فنعود لنبدأ المحادثات من الصفر مرة أخرى ، و طوال فترة المحادثات سواء الموسعة أو المصغرة ، و اللقاءات سواء ثنائية أو جماعية ، و الاجتماعات سواء حول مائدة مستديرة أو مستطيلة أو مثلثة الشكل .. فإن زعمائنا قد أثبتوا ــ بجدارة ــ ـ أن لديهم مخزون استراتيجى هائل من التصريحات و الخطب ، يفوق ما تختزنه الأرض العربية من نفط ، ويكاد يقارب ما تحتويه البلدان من فساد !

و كنت و مازلت أتسأل: لماذا كل هذا الإصرار على السلام ؟ .. خصوصا وأنهم يريدونه سلاماً حميمياً .. بأن يكون الصهاينة هم الأخوة والأشقاء والجيران ، رغم أن الاسرائيلين قد أعلنوها مرات عديدة أن ليس لديهم أدنى رغبة فى السلام أياً كان نوعه ، و أنهم قد أخطأوا ذات مرة عندما عقدوا معاهدة سلام مع مصر .. بالرغم من أنها قد أفادتهم كثيراً أكثر مما أفادت مصر ، إلا ان الفكر التوسعى بشأن الدولة يجعلهم يعتقدون ان تلك المعاهدة تقف عائقاً فى مد الدولة كى تصل بحدودها إلى نهر النيل .

خلال سنوات طويلة رفعنا ــ نحن العرب ــ عنوان رواية الكاتب الكبير أرنست همنجواي: وداعا للسلاح ، وأخذناه شعاراً لنا ، و أحرقنا كل اسطوانات الأغنية الشهيرة (خلى السلاح صاحى) ، وغيرنا اسم وزارة الحربية الى وزارة الدفاع ، ورغم كل ذلك وأكثر لم يتحقق السلام على أرض الواقع و لم تحل القضية الفلسطينية حتى ألان .. ألان و مع بزوغ فجر جديد لأنظمة أقل فساداً و أكثر جرأة من سابقاتها و أقل فى تبعيتها للادارة الامريكية و ليس لدى أصحاب السلطة الجدد صداقات مع قادة الكيان الصهيونى .. ألم يحن الوقت كى نقول: وداعا للسلام ! ، ونتخذ شكلاً جديداً أكثر جدية وحسماً للتعامل مع الوضع الفلسطينى !
11050