الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ مساءً

شيخ أصيل وشيخ حسب التفصيل!

يونس هزاع
الثلاثاء ، ٠٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
أن من يجهل مكانة القبيلة في التكوين العام للمجتمع اليمني سيكون بالضرورة جاهلا لكثير من تراكمات إرثية ساعدت على نشوؤها عوامل الجغرافيا والتاريخ في المنطقة العربية.فالقبيلة هي مرتكز أساسي للمجتمع اليمني ولكن القبيلة التي هي جامعة لكل أخلاق العرب القدامي من شهامة ومروة وكرم وتضحية , حتى إن العامة والشعوب المتمدنة تضرب بهم المثل في القيم والأخلاق الرفيعة التي لا يحيد عنها الرجل القبيلي الأصيل. ولكن ظهور بعض التصرفات الغريبة والسلوك الغير حضاري جدا من قبل البعض والتي لا تليق بتاريخ القبيلة في اليمن ودورها الحضاري صار لدينا نوعان من المشائخ ,فهناك شيخ أصيل شيخ حسب التفصيل وسنعرف ذلك من خلال المقارنة التالية:

1-الشيخ الأصيل لا يعرف أحد أنه ضحى من أجل الوطن ولكن ترى أبنائه يتساقطون فداء لهذا الوطن بدون أن ينبس ببنت شفة لأنه يعرف أن هذا واجب وطني .ولكن الشيخ الآخر تراه في كل القنوات يمن على الشعب والوطن أنه ضحى وأنه قدم لهذا الوطن الغالي والرخيص طمعا في المقابل.

2-الشيخ الأصيل كل مايرجوه هو احترام الآخرين لأنه يعلم أن الاحترام في طياته الهيبة والسمو ولا يكون ذلك إلا باحترامه للآخرين ,أما النوع الآخر لم يحترم أحدا إلا من منحه العطايا والمنح وكل ما يرجوه هوأن يخافه من حوله ليجد الفرصة بأخذ حقوق الغير والسطو والاستعباد.

3-الشيخ الأصيل لا يرفع السلاح على عزل ولا يتآمر على العامة ولا يبث الفتن بين الآخرين والنوع الآخر بحفنة من المال سيقاتل وستراه في المقدمة يحرض ضد كل من يخالف هواه وسيدعم الفوضى والقتل وسيعمل كل مابوسعه ليتربع على أطلال الضحايا والدمار.

4- الشيخ الأصيل حضوره لا يقلق أحدا ولكن امتداد جميل لوجود القبيلة الواعية والتواقة للمدنية والنوع الآخر حضوره قلق للمدنية ونشر للسلاح وبث الهلع والفزع في كل أماكن لا لشيء سوى ليكون هو أفضل ممن حوله الذي لا يرقون إلى مستواه .

5- الشيخ الأصيل هو ضياء ونور لكل ضيوفه وكل من حوله يشعل لهم النار منذ القدم ليلجأ الناس له في الظلام وتكون سمعته تسافر في الأرجاء والنوع الآخر يسرق الضياء من الناس ويعتدي على حقهم بالضياء والنور بالاعتداء على خطوط كهرباء وطنية فيكون امتداد للظلام .

6- الشيخ الأصيل ترى أبنائه يواكبون الناس علما وحضارة في التعامل وتصبح المشيخة من تسلط وتكبر إلى مركز للتحضر الأخلاقي والإنساني علما وثقافة وسمو والنوع الآخر لم يصدق أنه حاز على لقب شيخ ليستغل هذا اللقب أسوء استغلال وينافسه عليه أبنائه كبرا وعلو وظلما للناس وبمنطق الدم النقي والوجاهة التي ما أنزل الله بها من سلطان.

7- الشيخ الأصيل هوإمتداد لحضارة اليمن التي تميزت بالأصالة والعراقة والتي لا تقف إلا مع الحق وترفض الظلم حتى لو كان من أقرب الناس والنوع الآخر هو حضور سيء عمل جاهدا على تشويه سمعة المشيخة في اليمن وساند الظلم وأصبح جزء لا يتجزأ منه وامتداد مقيت له فكسب كره الناس للمشيخة والقبيلة


8- الشيخ الأصيل لا يقبل العطايا التي تجعله عبدا للآخرين ولكن هو الذي يمنح العطايا للفقراء والمساكين لأن وجوده الحقيقي هو لنصرة هؤلاء ضد من نهب حقهم والنوع الآخر لا يعيش إلا بالعطايا ممن يسلبه قراره والفقراء والمساكين هم أول ضحاياه وتراهم قابعين في سجونه الخاصة بدون أي نخوة أوضميريوجهه أن هؤلاء بشر وليس من حقه احتجازهم مع القطيع والبهائم.

لذلك نرى أن الشباب لم ينتقدوا الوجود القبلي ,ولكن العادات السيئة والسلوكيات الغير حضارية التي ساعدت الظروف على تواجدها فكلما كانت القبيلة امتداد للحق والفضيلة والنزاهة ستكون لها قبول كرافد مجتمعى يحافظ على الأصالة اليمنية الرفيعة نحو غد أكثر حضارة وأصالة وسمو.