السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

الحوار وصف يناقض الموصوف

عبدالرزاق السريحي
الاربعاء ، ٠٩ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
يطرح البعض ويروج البعض الأخر لمقوله مفادها أنَ الشباب يعملون على إعاقة أو إفشال الحوار الوطني . الترويج لمثل هذه المقوله يثير لدي ثوره من الغضب سواءً كان بحسن نيه أو بسوء نيه.

نضراً لأن المقوله زائفه (لا تستند على مؤشرات واقعيه ملموسه).والحقيقه أن القائمين على السلطه هم من يسعون إلى مسخ مؤتمر الحوار الوطني والإنقلاب على أهداف الثوره ومطالب الشباب في التغيير . لقد عملوا جاهدين وبكل الوسائل والحيل والألاعيب ، ومنذوا البدايه ، على إستبعاد الشباب (تهميشهم إستقطابهم إحتوائهم إستغلالهم ......إلخ) . ومن بين أقذر الحيل التي أستخدموها لأستبعاد الشباب العمل على غرس وتعزيز فكره في أذهان الشباب مضمونها أن الشباب يجب عليهم

أولاً: أن يكونوا مستقلين.

ثانياً: أن يبتعدوا عن أو يتركوا مناقشة الأمور السياسية للعتاوله من الزعامات السياسية والقبلية والدينية والعسكرية .. .

ثالثاً: أن ينحصر دورهم في المراقبه ليس إلاَ .

في الوقت الذي عملوا فيه على تقييد وتحجيم الشباب . وبهذا نجحوا في تعطيل دور الشباب في التأثير والضغط لتحقيق التغيير المنشود.
(فالاستقلال يعني أن يكون لهم كيان وقرار فاعل مستقل عن الأحزاب . ولا يعني بقائهم بدون كيان يأطرهم مسلوبين الإرادة تابعين وخاضعين للقوى المهيمنة .

أما ترك مناقشة شكل النظام السياسي والدستور والمشكلات الحادة والحرجه ، للعتاوله والفطاحل من الزعامات السياسية والإجتماعيه والدينية . أمثال الراعي والبركاني ودحابه والحزمي والزنداني وعلي محسن ، وصادق الأحمر ....، فأمرٌ غير معقول أو منطقي أو مقبول . فمع أفتقار هاؤلاء للمعرفه والعلم ، بل وجهلهم في الخوض في مثل هذه الأمور فضلاً عن كونهم من الأشخاص اللذين شاركوا ومازالوا يشاركون و بقوه في خراب اليمن . وفوق كل ذلك الشباب الواعي والمتعلم والناضج والصادق والأمين ، أولى وأجدر وأقدر ع من غيره على تقرير الحاضر والمستقبل.

أما الحديث عن أنَ دور الشباب ينحصر في المراقبه ، وكأنهم طرف خارجي ( أجنبي ) غير معني بالموضوع ، فأمر لايقبله حتى الأخ العزيز جمال بن عمر . ثم إن المراقب إذا لم يتمتع بسلطة التأثير فهو متفرج وليس مراقب .)

ومن أجل تأكيد إستبعاد الشباب والحد من قدرتهم على التغيير عزز ؤلائك الفكره السابقه بأركانها الثلاثه ـ عززوها ـ بقمع أي محاوله مبادره بذره فعل نشاط توجه لإقامة أو تشكيل كيان شبابي ثوري مستقل وحر ، مثلما قاموا وفي ذات الحين بدعم وتفريخ كيانات وعناصر إما أن ولائها وإنتمائها لهم أو أنها خاضعه أو تابعه لهم وإما أنها تفتقر للوعي أو ارؤيه أو التوجه الثوري وإما أنها عناصر ومكونات إنتهازيه وصوليه . وقاموا بتسويقها إعلامياً وجماهيرياً بوصفها ـ كذباً وبهتاناً ـ عناصر ومكونات ثوريه . والأكثر أن تلك المكونات والعناصر لديها توجهات مضاده للثوره الشبابيه وأهدافها في الحريه والتغيير. وترويج المقوله السابقه يأتي ضمن هذا التوجه المضاد للثوره

الحقيقه أن القائمين على السلطه لديهم قناعه مشتركه ( توافق ) على إقتسام السلطه والثروه ومختلف الموارد والفرص ، فيما بينهم ( طبعاً وفق تعديل في الحصص) ورمي الفتات لأفراد المجتمع . ومؤتمر حوار وطني حقيقي ، يفشل مخططهم هذا . ولذالك يسعون للإلتفاف عليه بمختلف الطرق والوسائل. تارةً بإلقاء الائمه على الحوثيين وتاره على الحراك وتاره على الجنوبيين وتاره أخرى على الشباب. والواقع أنهم يريدون شيئ أخر غير الحوار ، شيئ يضمن لهم الهيمنه على السلطه والثروه ومختلف موارد المجتمع ، أو على الأقل الحصول على نصيب الأسد . ومن أجل ضمان ذلك يسعون لإقامة مسرحيه هزليه يضحكون بها على الناس ويسمونها حوار وطني . مثلما إعتادوا أن يفعلوا هم وعلي صالح طوال الفتره الماضيه . وهذا يذكرني بإنقلاب هاؤلاء على وثيقة العهد والإتفاق والتي لو نفذت لأصبحت اليمن سويسرا الشرق . ولكنهم بمكرهم وخبثهم إنقلبوا عليها وقاموا بإحتلال اليمن شماله وجنوبه . وما أشبه اليوم بالبارجه .

الحوار ـ أي حوار ـ له خصائص وعناصر أسس ومبادئ ومتطلبات وأهداف لا يقوم إلا عليها وبها .

وأنا هنا أطرح سؤال في غاية البساطه والأهميه. الحوار على ماذا ووفق أي مبدأ وكيف ؟.

هل هو حوار للوصول إلى مجتمع عادل ودولة نظام وقانون (دولة الحق) ، وبوصفنا أفراد أحرار ومتساوون. أم حوار لتعزيز مجتمع المراتب والطبقات ودولة الجماعه القبيليه أو الدينيه أو المذهبيه أو المناطقيه ،وبوصف بعضنا مشائخ وأعيان أعلى مرتبه أو مكانه يحضون بالإمتيازات الماليه والسياسيه والإجتماعيه ( دولارات وسيارات ومناصب وأراضي وفيللا وعمارات وتسهيلات وهبر عاى ودنه) . وبعضنا الأخر رعيه تابعين أقل منزلةً أو مكانةً أدنى أوضع . لايجدون لقمة العيش ومأوى الرأس . أما التعليم والمناصب والصحه والقدره على الشراء فبعيده على شواربهم (لا يفكروا حتى بالحلم (مجرد الحلم) بها ).

الأسوأ من كل ذلك كيف نذهب للحوار وبعضنا سوف يذهب بعشرات السيارات والمرافقين المبندقين وملايين الدولارات المنهوبه من أموال الشعب وأبواب المؤسسات مفتوحه أمامه وطلباته أوامر . وبعضنا الأخر لا يجد خمسين ريال إجار الباص للذاهب إلى الحوار ويطرد من باب أي مؤسسه ولا يتجرء على رفع صوته بالسؤال المُذل.

عاد شي معاكم خبر غير هذا الخبيط عفواً (الحوار ) اللي سمعنا مثله من علي صالح آلاف المرات .
للمره الألف نقول لكم أن الشعب شب عن الطوق