الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٨ صباحاً

الشعب يريد محاكم مستعجلة

وليد تاج الدين
الاربعاء ، ٠٩ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم تتوقف حتى اللحظة أعمال التقطع والسلب والنهب والسرقة وبعضها أصبح يمارس أمام أعيننا جهارا نهارا وصارت أدوات البلطجة أكثر قوة من ذي قبل حتى أصبح من الصعب الإنكار أو الرفض لمثل هذه الأعمال وأصبحت حياة الناس معرّضة للخطر في كل لحظة وللأسف الشديد فانه لا يوجد حتى الآن اي إجراءات تعيد الأمل للناس بالقضاء على مثل تلك الممارسات وإعادة حالة الأمن والاستقرار وتأمين حقوق وممتلكات العامة.

قد يعترضك مسلحون وأنت تمشي في الشارع دون أي سبب فقط لابتزازك ونهب ما بحوزتك فكم حالات حدثت أمام أعين الناس دون خوف أو حياء وكم سيارات تم التعرض لها وابتزاز سائقيها وتهديدهم بالقتل وضرب النار عليهم وسرقة ما بحوزتهم إن لم يكن سرقة سياراتهم, كم محلات تجارية نهبت أمام الناس وقد علمنا جميعا بحادثة محل الذهب الذي تم نهبه في مديرية الشيخ عثمان بعدن حيث قام مسلحون بالاعتداء نهارا على محل الذهب ونهب محتوياته ومن ثم مغادرة السوق بسيارتهم المحمله بمحتويات المحل من المجوهرات في وسط ذهول الناس مما حدث, فلم يعد أمر السرقة مقتصرا على أوقات معينة وكيفيات معينة بل صارت كل الخيارات ممكنة في ظل هذه الفوضى والشلل الذي تعانيه أجهزة الأمن والقضاء, ولم يعد مستغربا أن يستنجد اللص بعصابته حال حاجته لهم فيكون تلبية ندائه أسرع بينما يستنجد المواطن الضحية بأجهزة الأمن التي قد تأتي بعد انتهاء الحكاية لتشاركه لطم الخدود وتقضي على ما تبقى له من أمل وقد لا تأتي أبدا وهذا ما هو حاصل بالفعل ومن كذّب فعليه أن يجرب.

أصحاب المحلات التجارية أكثر الناس تعرضا للبلطجة والابتزاز وتسببت لهم هذه الحالة بخسائر كبيره ودفع ذلك بعضهم لاستخدام حراسات ودفع تكاليف إضافية لتجنب أضرار ونتائج هذه الأعمال بينما اضطر البسطاء منهم للبحث عن عمل آخر أو السفر للعمل خارج البلد لضمان لقمة عيش آمنه تقي بطون أسرهم من الم الجوع وبؤس الحال بعد تنغيصهم في بلدهم وعجز الدولة عن حمايتهم وعدم قدرتهم على مواجهة هذه الفوضى.

البلطجي عندما لا يجد من يردعه يصبح سلطانا يستجدي الناس اتقاء شره مما يجعل البلطجة وسيلة لضعاف النفوس والمطمورين للبحث عن ذاتهم في المجتمع بطريقة سيئة وقبيحة.

لايستطيع الإنسان أن يسلم من مشاهدة المسلحين في أكثر الأماكن مدنية ورقيا والتي لم تعهد مثل تلك المظاهر, حتى صار المشهد مقززا وأصبح الجميع في حالة من القلق خاصة وان حوادث إطلاق النار مستمرة وقد يكون الإنسان ضحية لحالة طيش يدفع فيها حياته دون أن يجد المواطن أي إجراء رادع لإيقاف هذه المهازل التي جعلت البلطجة عملا ممكنا وسهلا ولا حساب أو عقاب ممكن أن يطال مرتكبيه.

لم يعد أمام الناس سوى حمل السلاح والاستعداد الدائم لحماية حقوقهم وممتلكاتهم بأنفسهم دون الركون إلى أجهزة الدولة الغائبة تماما والعاجزة حتى عن حماية مرافقها التي يتم الاعتداء عليها بشكل متكرر حتى أن البعض لم يجد مفرا من استخدام البلطجة والبلاطجه لمواجهة أعمال بلطجة ضده.

مالم يتم اتخاذ إجراءات سريعة ورادعه وعادلة بحق مرتكبي مثل هذه الأعمال فإننا سنكون أمام فوضى لا نهاية لها تمتد إلى جميع مناحي حياتنا وتعيد تشكيل مجتمعنا وتقضي على ما تبقى من القيم ونصبح تحت رحمة أمزجة تلك العصابات التي لن يسلم منها أحد لأنها لا تستهدف فردا بعينه أو جماعة بعينها كما يظن البعض بل تستهدف المجتمع ككل وتستهدف كل شيء جميل وممتع في حياة الناس وتنظر إلى كل شيء كفرصة للكسب وإن كلف ذلك تعريض حياة الناس للخطر.

المحاكم الشكلية التي اعتاد الناس عليها وأجهزه الأمن الهزيلة الابتزازية لم تعد لديها القدرة على استعادة مكانتها والقيام بدورها بسبب ما علق في ذهن الناس عن فسادها وضعفها وعجزها عن تحقيق العدالة للناس كأبسط مهمة وجدت لأجلها وبالتالي فإننا أمام حاجة ملحة لإنشاء محاكم مستعجلة يتم فيها تطبيق الشرع في حق مرتكبي هذه الأعمال دون تأخير أو تخاذل لتشكيل حالات من العبرة الرادعة لكل من درج على ممارستها أو ينوي القيام بذلك.

نود أن نذكر أننا شعب سريع التكيف والتشكُّل فحالة الفوضى فرضت علينا أن نعيشها ونتعاطى معها وفي حال وجدت حالة من الاستقرار وتوفرت البيئة التي يصبح للقانون فيها مكانا سنكون أكثر التزاما ولجوءا إليه وسيكون القانون هو المرجع الذي نتحرك في إطاره لحل كل ما يواجه حياتنا وسيحل بديلا عن الصراع واللجوء للعرف والقبيلة والتحكيم والعدال الذي يمارس دور أفضل من جهات الاختصاص حتى اللحظة, وكان الله في عونك أيها المواطن الغلبان.