السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٢ صباحاً

هل نتعلم من الاخرين؟

عبدالله محوري
الأحد ، ١٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
حلم الانسان الابدي في كل زمان ومكان محاربة الشر والانتصار للخير والمساواه بين البشر. لكن الانانيه دائما واقفه بالمرصاد امام تحقيق بعض هذا الحلم. فهل لايزال الانسان الاول يسكنا وحب الانفراد بالفريسه يسيطر على اللاوعي فينا؟..

قبل 2500 سنه الف الفيلسوف الاغريقي افلاطون كتاب الجمهوريه . ويحتوي هذا الكتاب على مفاهيم العداله والحياه الكريمه والاخلاق وكان رايه انه اذا ارادة الدوله ان تكون ناجحه فيجب ان يحكمها من لديه علم ومعرفه بطبيعة الانسان ويعرف الفرق بين الخير والشر ويستطيع نشر العداله وكان يقصد الفلاسفه . وفي اخر عمره اكتشف عبر التجارب ان القانون وحده يستطيع ان يقوم بالمهمه اذا خضع له الحاكم والمحكوم والف حينها كتاب القوانيين.وقد استفاد الاوربين من الحضاره الاغريقيه الكثير فبرغم الكراهيه بين الشعوب الاوربيه والتي لازالت الى اليوم وادت الى حروب شبه دائمه على مدى قرونا طويله واكلت الاخضر واليابس فيها. ومن يقرأ تاريخ اوروبا وكم من مأسي كانت تتحكم في هذه القاره واخرها الحرب العالميه الثانيه التي راح ضحيتها اكثر من خمسين مليون شخص قابل للزياده او النقصان ولاكنهم كانوا دائما شعوب منتجه وشعوب لديها ابداع على جميع الاصعده وتحب الاطلاع على الحضارات الاخرى وتعلموا كثيرا من الحضارة الاسلاميه بدون حساسيه او توجس مع الاحتفاظ بما لديهم من عادات وتقاليد وتاريخ واعتمدوا الفكر الاغريقي مبدا لحياتهم وطبقوا مبادئ افلاطون وكثير من الفلاسفه الاخرين والمصلحين الاجتماعيين واثبتوا لحضارات الشعوب الاخرى على نجاعتها وصلاحيتها لكل قوم وزمان . واوجدوا عدل في مجتماعتهم ونظام وخلقوا فرص كثيره للحياه الكريمه لمواطنيهم واسسوا اخيرا وحده تجمهم وتركوا الماضي لكتاب التاريخ ولطلبة المدارس. ام نحن في الشرق برغم الارث الحضاري والديني والتاريخي فلا نملك مقومات ابداعيه تستطيع المنافسه على الساحه العالميه ولا نقدر نسوق اخلاقياتنا لسبب بسيط هو اننا متمترسين في الماضي ونعيش مع الاموات ومن لايستطيع العيش في الحاضر لايستطيع ان يبني مستقبل . نحن امه غير منتجه اطلاقا نحن موجدين للاستهلاك فقط. وانظروا حالنا اليوم في اليمن لدينا الكثير من المشايخ والقبايل الصالحه وايضا الكثير من المشايخ والقبايل الطالحه التائهه على السكه فلا هي خارجه من الجاهليه ولا هي داخله في الاسلام وهذا التيه توه البلد وتاه معه جزء كبير من ابناء القبايل الخاضعين لقوانيين المشايخ والقبيله الذي يتعارض مع مصالح الفئات الاجتماعيه الاخرى وقوانيين الدوله. ويعرقل اي تقدم جماعي ويظل المجتمع بكل عناصره يعاني من محلك سر. نحن نعرف ان القبيله هي الجسر وهي الصله بين الماضي والحاضر ولكن يجب ان لاتكون سد في طريق المستقبل ولا تجهز على طموحات الاغلبيه في العداله وسيادة القانون على الحاكم والمحكوم.

نحن لا نريد ان تتطور القبايل الى احزاب بل نريد ان تتطور الى عضو فعال في المجتمع ومساهم في صناعة الغد من اجل مستقبل يحكمه العدل للجميع. صحيح اننا اليوم في وضع لايحسد عليه وبدون تكاتف الجميع والابتعاد عن المزايدات قد لا نصل للحد المعقول من العدل والمساواه. نحن شرقيين ولنا خصوصياتنا ولكن مش عيب ان نتعلم من غيرنا. لانتخذهم قدوه في نمط حياتنا و لكن لا نوصد الابواب امام الجوانب الايجابيه في نمط حياتهم