الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٨ مساءً
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ليعلم الجميع أنَا خرجنا بحثاً عن حريتنا التي فقدناها يوم ولادتنا إما أن نعود بها وإما أن نهلك دونها. و أنَا لم نخرج لنستبدل مستبدٍ بمستبدٍ آخر ربما أشد إستبداداً. ومن فهم غير ذلك فهو مخطئ. وعلى ؤلائك الذين يسعون إلى إعادتنا إلى الماضي الذي يحنون له، خدمةً لمصالحهم الأنانيه وآرائهم الضيقه والمتخلفه والتي يريدون أن يفرضوها علينا بالقوه –عليهم- أن يفهموا أنَ الأنظمه الشموليه السلطويه التعبويه،وأياً كان شكلها، قد ولى عهدها، سواءً كانت أنظمه دينيه أو كانت على شاكلت الجمهوريات الشعبيه أو الإشتراكيه والتي كانت أشد ظلماً وسلطويه من كثير من الأنظمه الدكتاتوريه , أولم يتعرض معظم أفراد وجماعات المجتمع لأبشع عمليات القمع والإضطهاد ومظاهرالحرمان بإسم الدفاع عن قيم و مصالح ومعتقدات ومكتسبات الشعب و الأمه ،والتي لم تكن في واقع الأمر سوى المصالح والآراء الشخصيه لقله محدوده من المهيمنين على السلطه والثروه.

وأنه غالباً ما كان يشار إلى المطالبين بإحترام حقوقهم وحرياتهم ومصالحهم - بمافيها حقهم في حرية الرأي- بوصفهم بـ الخونه العملاء الظلاميين وأعداء الأمه والشعب ،وكل ذلك في ظل معظم الأنظمه الدينيه والجمهوريات الشعبيه.

لقد شبعنا وسئمنا من تلك الأنظمه ولم تعد تستهوينا شعاراتها الزائفه ولا عباراتها الرنانه كما لم تعد تخدعنا الخطب الحماسيه أو تخيفنا فتاوي التحريض الخبيثه. ولم يعد مقبولاً لدينا أن يطل علينا حاكمٌ من شرفة قصرٍ يتغنى بحب الشعب ويحرضنا على القتال دفاعاً عن الدين وفي سبيل الشعب والأمه ومكتسباتهما مستنداً على عمامة مفتي أو دبابة جندي أو بندقية قبيلي. لأنه لم يعد هناك قصرٌ ولا عمامه ولا جندي يموت في سبيل الإمامه أو مفتي يحثنا على طاعة صاحب الفخامه فكل فردٍ فينا هو صاحب الفخامه .إعلموا أن الشعب شب عن الطوق. لماذا ينبغي علينا الإختيار من بين الدكتاتوريه الدينيه واالدكتاتوريه العسكريه والدكتاتوريه القبليه.

هل من الصعب علينا أن نتعلم كيف نعيش معاً (أحراراً متساويين )محتفضين بتنوعنا وإختلافاتنا مصدر إبداعنا وينبوع حضارتنا ، دون أن نفرط بوحدتنا وسيلة تواصلنا ومصدر قوتنا ؟ إذا كان الجواب بـ نعم حينها يكون الموت أشرف لنا من الحياه.