الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٧ مساءً

المشكلة اخلاقية بامتياز

عبدالفتاح علوة
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
ماحدث في انتخابات اللجنة التحضيرية لنقابة المهندسين اليمنيين – إب الأحد الماضي، يعيد ذاكرتي سنتين للوراء وتحديدا لانتخابات الهيئة الإدارية لجمعية المعماريين اليمنيين – إب، فمن يمتلك القوة ولديه الأغلبية يمارس الإقصاء والتهميش لغيره ويظهر عليه غرور التسلط ويدير الأمور بطريقته ولمصلحته ولا يهمه اقترابه أو ابتعاده عن أخلاق وقيم التعامل، بل ويمكن أن يمثل حجر عثرة أمام تقدم القيم المهنية خطوة إلى الأمام، فخلافنا حينها كان حول رفض تمرير انتخاب الهيئة الإدارية بالتزكية برغم تواجد اسمي في القائمة التي أعدها المؤتمريون طالبين تزكيتها من الجمعية العمومية، قبل أن تقابل تلك الفكرة بالرفض وكنت والصديقان العزيزان جلال حجر ونبيل طامش قد تلقينا نصيب وافر من اتهامات التخريب، فقط لاننا كنا نطمح لتأسيس جمعية بطريقة صحيحة تليق بالمهندسين، وبرغم ذلك مشت الأمور كما أردها المؤتمريون حكام الأمس وتم توزيع قائمة بديلة على المهندسين ليقوموا برسمها على كروت الاقتراع كما أرسلت من أربابهم، وظهر ذلك جليا عند حصول بعض الأشخاص على أصوات وهم غير متواجدين ولم يرشحوا أنفسهم، غير أن أسمائهم كانت موجودة في تلك القائمة.

لم يكن ذلك يدعو للغرابة فنحن نعرف حاكم الأمس سنوات كثيرة وندرك كيف يفكر وكيف يدير الأمور، ولكن الغريب والمحرج في نفس الوقت أن ترى هذا السلوك يعيد نفسه مرة أخرى، بعد ثورة شعبية شبابية استمرت لأكثر من عام، ومن طرف اكبر قوى هذه الثورة التي لم تؤتي أكلها، حيث مارس مهندسي الأغلبية الجديدة نفس ممارسات القوة السابقة، فرفضوا مقترحا كنا قد تقدمنا به بان من يفوز في عضوية اللجنة التحضيرية لا يحق له أن يرشح نفسه في انتخابات الهيئة الإدارية في المؤتمر العام ضمانا لحيادية عمل اللجنة التحضيرية وعدم صبغها بلون واحد، وتوجه عين، على الاقل كنتيجة أخلاقية تعلمناها في الثورة، وكنا نريد أن نبني بيتا هندسيا بأسلوب سليم وشفاف ونزيه وعلى أساس متين يضمن للجميع حقوقه ويقف على مسافة متساوية من الجميع، ولكنها ذاتها الحكاية تكرر نفسها، فمثلما قيدت أغلبية الأمس القيم النبيلة تعيق أغلبية اليوم تقدم الأخلاق خطوة إلى الأمام، ونفسها اتهامات الأمس تعيد نفسها وبشكل اقسي من إخواننا الثوريين وهنا تكمن شدة إيلامها، حيث قوبل ذلك برفض القوة والأغلبية وبطريقة لا تقل عنجهيتها ورعونتها عن سابقتها...

اذن هذا هو حال مهندسي إب (البطلة) الطبقة المتعلمة والمثقفة، يساقون كالرعاع إلى غير مصالحهم ويقادون للدفاع عن أجندات حزبية لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع، بعيدا عن المهنية والمصداقية وقس على ذلك بقية الغثاء .... فصدق من قال " الاحرار يؤمنون بمن معه الحق ....والعبيد يؤمنون بمن معه القوة،،،، فلا تعجب من دفاع الاحرار عن الضحية دائما ، ودفاع العبيد عن الجلاد دائم "

مع الاعتذار للمهندسين الشرفاء...