الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

قناة المسيرة..مسيرة وطن ..

صالح السندي
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
برز وظهر مؤخراً في فضاء الإعلام العربي نجماً يمنياً جديداً صاعداً رائداً في المجال الإعلامي والفني والتقني للتكنولوجيا الاعلامية الوطنية الرائدة في نقل الاخبار والمعلومات الحية ونشر الثقافة العلمية التنظيمية والسياسية التنموية الواعدة , وساهمت بإنشاء وظهور جيل جديد متطور و متمكن في عالم الإعلام المرئي , وبات يحكي مسيرة وطن في مسيرتة الاعلامية الصادقة والخصبة في نقل الصورة والخبر ومن موطن الحدث بكل مصداقية وجدية وأمانة وبطريقة جذابة ومتألقة منقطعة النظير, للأمانه والحق يقال قبل بروز نجم قناة المسيرة في الفضاء الاعلامي قادت أغلب مواقع النظام والمعارضة حملات اعلامية قوية وهجمة شرسة ومنظمة ضد هذه القناة - حتى قبل ان تظهر للوجود ويبزغ نجمها في الأفق , وربما كانت سببا رئيسيا لشهرة القناة وصعود نجمها , حتى وصلت الى ما وصلت الية الان من توسع وانتشار كبير وقبول من اكثر الاطراف المحايدة والمستقلة , ولاقت رواجا كبيرا وواسعا بين مختلف الأطياف اليمنية المعاصر والمناهضة للنظام خاصة , وصارت صوتا صادحا بالحق والحقيقة , ومنبر من لا منبر له.

تابعنا تلك الحملة الإعلامية المحمومة المبالغ فيها ضد هذه الفضائية الوليدة القادمة من رحم معاناة وطن بكثير من الغرابة والدهشة , وحتى قبل توسع انتشارها في فضاء الاقمار الصناعية والبث المباشر بفترة طويلة وقبلها بأشهر عديدة شنت مواقع النظام الحاكم والمحسوبة علية تلك الحملة المدوية الصاخبة ضد قناة المسيرة والتخويف منها والتشكيك بدورها بحساسية شديدة وحقد لا مبرر له وبأسباب غير مقنعة ومنطقية , دارج ضمن المفهوم الاعلامي السائد و التوسعي لإستقطاب الكيفيات السلبية الخفية والإشاعات المغرضة لتوظيفها لقتل وإنهاء الآخر عبر سياسة اعلامية مقيتة ومشبوهه , ساقت عبر مسلسلها الدرامي في تشوية الغير الوطن الى ماوصل الية الآن من الانهزام والتوتر الغير مسبوق , ولأن تسمية المسيرة يحمل المعني الكثير من الشمولية الوطنية والولاء والانتماء لهذا الوطن , أتت اساسيات هذه الحملة الاعلامية قائمة ومتناغمة للتنفير من القناة وتشوية صورتها الاعلامية والحضارية والضرب في عمق أدائها الإعلامي بطريقة مخزية جدا , وتخويف الناس منها وبث الرعب في القلوب والعقول من سلاحها وصوتها الإعلامي الحر , والدعوة الى أنها تسعى لنشر الأفكار الارهابية والتوسعية للجماعات الجهادية وحركات التمرد وتخدم الأجندة الخارجية , ولأن الصورة كانت بالنسبة لنا حينها ضبابية وقاتمة جدا , فلم نعرف مصدر القناه وممولها الرئيسي والداعم لها والداعي اليها وعن أية أهداف تحملها ؟

كانت القناة حينها في ظل هذا اللغط الكبير والجدل القائم تفرض نفسها مكابرة وبجرأه كبيرة كانت تشق طريقها عبر اشواك الوطن وتقاوم أعاصير المؤامرات بروح تسامحية وأخلاقيه , وتعكس الصورة تماما عن دورها المهني والوطني العالي , و رغم الحملة الاعلامية ودعوات التنفير والتخويف منها , والإدعاء انها تخدم الاجندة الحوثية واحيانا الشيعية واحيانا تم صبغتها بصبغة العداء للوطن , وذهبت الاخبار المتناقلة الى ابعد من ذلك وتم وصفها جزافا بانها ممولة ماليا ومدعومة لوجستيا من ايران , وكانت القناة مستمرة في بثها الاعلامي في الفضاء ونقل الحقيقة الصادمة للبعض , بينما كان دعاة الفتنة والتخريب يعيثون في الارض فسادا ويتلاعبون بمسيرة الوطن ومصيرة ويقفون حجرا عثرة امام طموحاتة وآمالة ويسكتون الحقيقة , كانت القناة تعبر عن صوت الشارع ودعاة التغيير والحداثة والمضي قدما الى سبل الرخاء والتقدم , وحين بدأت القناة الفتية بث تجربتها الاعلامية الوليدة كان شغف كبير يحذو الكثيرون لمتابعة سير المسيرة بإمعان وترقب شديد , والبحث عن سر الحملة الشعواء ضدها.

تطالعنا القناة اليانعة الشابة بشاشتها السماوية البديعة ونضارتها الباهية وموادها الزاهية المثمرة وصفحتها الزرقاء كلوحة سماء تمطر فيضا من قطرات ماء وثلج وبرد تثلج الصدور وتروح عن الأنفس وتقرأ مسيرة وطن بأكملة , تابعنا الاخبار والبرامج الهادفة والحوارات الخاصة بشئ من التأمل والإنجذاب والإعجاب , وشيئا فشيئا بدأ الهدؤ يعود الى الأنفس وبدأت الثقة تجاة القناة تملأ الصدور والعقول والقلوب معاً, فكانت برامجها التوعوية ولقطاتها الإخبارية الحية مستوحاة من ارض الوطن وتظهر حقيقة الأوضاع والتقلبات السياسية التي يمر بها الوطن بدون استثناء او تحيز وبروح حيادية عالية وصادقة , فكانت نشرات الاخبار –مثلا- تغطي ادوار حكومة الوفاق وتحركات الوزراء وبلهجة اعلامية راقية ومؤدبة وربما تنشر اخبار حكومة الوفاق واللقاء المشترك بغزارة واكثر بكثير من القنوات المحسوبة عليها مثل قناة سهيل وغيرها, حتى ليظن المشاهد للوهلة الأولى ان هذه القناة تخدم اجندة حكومة الوفاق وتروج لها ولسياساتها , وحينما تابعنا البرامج الحوارية الخاصة ووجهات النظر والاخبار والمواد المتنوعة التي تزخر بها القناة , وجدنا القناة تتعامل بروح مسؤولة وجادة وحيادية جدا في دعوة كبار اعلام الادب والثقافة والسياسة اليمنية للمشاركة في مسيرة الوطن والصمود , وتجري الحوارات واللقاءات معهم وتنشر رؤية وطن بكل جرأة وأمانة وإخلاص , فيتم استضافة كثير من الشخصيات الإجتماعية العامة والسياسية المؤثرة المشهود لها بالنزاهه والأمانة والوطنية, وتجرى معهم الحوارات العميقة و النقاشات الهادفة والتي تتحدث بمصداقية عالية عن امور وشؤون الوطن وتلمس معاناته واحداثة وتفتش عن مواطن الألم , وربما تضع رؤية علاجية مستقبلية للحلول والبدائل.

طالعتنا قناة المسيرة وهي تشق طريقها في خضم هذا الكمّ الهائل من تناقضات وتقلبات السياسة اليمنية والمنطقة ككل , لتفرض رؤية اعلامية جديدة ومبتكرة عن الدور الاعلامي المرئي الرائد والمطلوب في العالم العربي واليمني خاصة , اضافت نكهه جديدة الى المطبخ الاعلامي الوطني , وقادته بخطى حثيثة الى مستقبل الأمل والأمان والرقي , افتقدت الية اكثر القنوات اليمنية الاخبارية الرسمية والخاصة التي وقعت في وحل التآمر ومستنقع الخطيئة الحزبية والسياسية الممنهجة من الأكاذيب والافتراءات المتكررة والاخبار المموهة للنيل من الوطن ووحدتة , والتي سعت دائما لبث روح الفرقة والخلاف بين ابناء الوطن الواحد , تنفيذا لاجندة حزبية وسياسية خاصة وخدمة لرؤوس الاموال التي تمول هذه القنوات في التلاعب بمصير الوطن , وكانت قناة سهيل والفضائية اليمنية وغيرها من القنوات الاخبارية اليمنية تلعب الدور المتناقض والسلبي جدا في مسيرة الفضاء اليمني , وتنقل الصورة المقلوبة والمغلوطة عن الاحداث والوقائع , وتزيد من حدة الفتن والخلافات , فلم يعد همّ هذه القنوات الأول والاخير هو الوطن بل ذهبت الى ان تكون أدوات حزبية رخيصة ودوائر اعلامية خاصة لرهبان السياسة وقديسيها تروج لسياساتهم وتحسن من مظهرهم السياسي وتجمّل من افعال وأدوار حكومة الوفاق بطريقة مقدسة ومبالغة , و تعبث بأحلام وآمال الوطن بكل سخرية وامتهان,حتى بات الفضاء الإعلامي اليمني عقيما من قنوات رائدة وحية تحمل مشعل الثقافة وراية العلم وتنشر كلما ينفع الوطن ويرقى به ويسمو بة الى العلياء ليعانق أفق التقدم والازدهار.

وان كانت الكوادر الإعلامية المؤهله الشابة في قناة المسيرة الشابه تطالعنا على شاشات برامجها وموادها الاخبارية المختلفة كوجوة يمنية واعدة في عالم الاعلام العربي الحر , تحمل همّ الوطن وتشخص بعقولها وابصارها الى وطن الغد وتحلم بوطن افضل وتحمل همّ الوطن الكبير وهي تروي مسيرتة المتعثرة بين اشواك السياسة وتآمر المتامرين وحقد الحاقدين على اليمن , وربما في ظل شحة الامكانيات من عدمها والتي تملكها القناة وهي تسعى جاهدة لنشر الخبر والصورة والمواد الاعلامية والاخبارية عبر مراسليها تظهر مدى مصداقية وامانة المسيرة ضد تلك الحملات المغرضة لتشوية مسيرتها وصورتها والإدعاء بأن لها داعم وممول كبير كإيران مثلا او انها تخدم اجندة معينة , فلا يخفى ابدا ان القناة وان كانت برامجها الإعلامية والثقافية والاجتماعية برامج توعوية هادفة , وان كانت غنية بكوادرها ومؤهلاتها الاعلامية الشابة , فانها تفتقر بشكل ملموس الى الكثير من مظاهر الدعم المالي وأبهة الرفاهية الاعلامية والديكور الأنيق الباهض الثمن , فظهرت مبدئياً بالخلفيات الملونة البسيطة والامكانيات المتواضعة , توضح بما لايدع مجالا للشك ان القناة تفتقر الى الكثير من الدعم المالي المزعوم , رغم انها غنية بالكوادر المحترفة والخبرات المؤهلة والتي نشدّ أيدينا معهم في رسم مسيرة الوطن اذا التزمت منهاج الحيادية و الثوابت الوطنية ووحدة الصف وعدم الخروج عن المسيرة الوطنية , مع الإقتدار على تلمس معاناة الوطن والذود والدفاع عنه وعن قيمة الثقافية , مع الإلتزام بمسارات التصحيح الوطنية.

وأتت قناة المسيرة معبرة عن آمال الشعب اليمني العظيم بالتغيير والحرية والدعوة الى المدنية الحديثة في ظل احجام اكثر القنوات الاعلامية عن الخوض مجددا في الحديث الثورة الشبابية وآمال التغيير كحقيقة واردة ومبدأ لا يمكن الحياد والتنازل عنه مطلقاً , بعد وصول مموليها وقياداتها الحزبية والسياسية الى مراكز السلطة وتبوء مكانة سياسية مرموقة ومحاصصات وزارية بالية , وبعد ان دفع الوطن الكثير من الشهدآء والجرحى والتضحيات خدمة للوطن وتحقيق الاهداف الثورية , التي لم يتحقق منها شئ في ظل عبث الاحزاب السياسية والمتاجرة بالثورة والدماء الزكية , فان تم فعليا سرقت الثورة وخطفها في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم , ولكن روحها ووهجها مازال متقدا في الاعماق والأنفس الثورية , ومازال اكثر الشباب وفئات المجتمع يحملون الحلم الكبير بالتغيير واسقاط النظام كلياً وهمّ الوطن الواحد , ومازالت شمعة الامل مضيئة في نفوس اليمنيين كافة , نعم جاءت قناة السميرة لتعبر عن مسيرة وطن وترسم منهاج وملامح مرحلة جديدة قادمة من عمق الاحباط والتآمر والفشل الثوري والتلاعب بمصير الوطن ومسيرتة المتعثرة , وبدأت تلعب مع جميع المكونات الثورية المختلفة المناهضة للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق والنظام السابق أدوارا معارضة و مهمة في النهضة بالوطن اليمني واخراجة من عنق الزجاجة وتحريرة من ازماتة المتفاقمة بفعل تلاعب الاحزاب بمصيرة وامنة واستقرارة.

فإن أتت قناة المسيرة من رحم المعاناة كشمعة مضيئة وافدة من عمق الظلام وبصيص نور في ليل أسود حالك بدأ بشعاعه الفتي يخطف الأنظار ويسرق العيون ويجذبها الية وبشدة وينعش في الأنفس الآمال ويحيي وطنا غارق باكملة تحت انقاض الرماد , وطن يحترق تحت وطأة الحروب والصراعات والاختلافوالتدخل الخارجي , بحاجة ماسة الى توحد الرؤى والامكانيات والطاقات الجماهيرية والشعبية لإنقاذ الوطن من مأساته ونهايتة المحزنة , جاءت قناة المسيرة لتكمل الدور الثوري الصادق ومشوار الوطن , وتلعب ومعها الصحافة الوطنية والاعلامية الحرة والصادقة ادوارا مؤثرة وبارزة في اجتثاث الوطن الآيل للسقوط من حفرات الضياع وعثرات الطريق , من الناحية الشبابية والثورية اتجهت اكثر القوى الشبابية فاعلية في العمل الوطني الى متابعة القناة وتتبع مسيرتها الاعلامية بشغف ولهفة كبيرة , وربما وجدت فيها الملاذ الآمن وصوت الحقيقة ومنبر الحرية الذي من خلالة تستمد النور والضياء و تترجم تطلعاتها ورؤاها وتصوراتها الوطنية بكل حرية واقتدار , بعد نفاد المخزون الوطني من الإعلام الحر الصادق , فصارت الوسائل الاعلامية البديلة تترجم الواقع والمسيرة تحكي قصة وطن , وصار نور العلم صرخة في وجه الظلم والإستكبار , والقلم سلاح والكلمة الحرة بندقية في وجة التآمر على الوطن ومنجزاتة ومكتسباتة العظيمة ,وكلما نتمناة ان تدوم مسيرة المسيرة لتعبرعن مسيرة وطن ..