الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً

ساعة الصفر

نجيب صالح
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
تمرُّ الساعات وتتوالى الأيام ونحن بإنتظار ذلك الحل الذي سيجنب الوطن عناء الدخول في متاهات لها بداية وليس لها نهاية .. إحترمنا وجهات النظر المختلفة التي يطرحها الأصدقاء ونزلنا عند حكم الأشقاء وقبلنا دون تحفظ ماورد في بنود المبادرة الخليجية حتى وهي في نسختها الخامسة بذلنا كل مافي وسعنا تارةً عن رضى وتارةً على مضض ...

قمنا بكل ذلك ليس لأننا لا نؤمن بجدوى التصعيد من خلال الشارع ولكن رغبةً منا في حقن الدم اليمني الغالي وحفاظاً على مقدرات الوطن ومكتسباته ووحدة ترابه الثمين .. ولكن برغم كل التنازلات التي بُذلت والتي لم تكن لتُبذل لولا تعقُّلنا رغم كل ذلك يقابلنا النظام الفاسد بشيء من التعسف واللامبالاة ويراوغ كما تصنع الثعالب وكأنه لم يكترث لثورتنا بل وكأنَّ الثورة مرحلية وستنتهي بتقادم الأيام ...

لقد منحنا الرئيس وأركان نظامه كل ما من شأنه سيؤمن لهم مخرجاً يأخذهم بعيداً عن المخرج الطبيعي الذي تفرضه الثورات في عرفها .. وتمادينا على انفسنا وشهدائنا يوم قبلنا بضمانات تصادر الدماء وتمنحهم حصانة من المسائلة القانونية..لم يعد لدينا عروضٌ تتناسب مع ديكتاتوريتهم .. اتينا على مختلف الأعداد فوهبناها لهم الصحيحة والنسبية والطبيعية السالبة منها والموجبة فلم يعد في حوزتنا سوى الصــــفر ..

والصفـــر يعني ساعة الصفر .. ويعني الــــزحف ... وهو الخيار الوحيد إن لم يكن الأوحد سيما وقد نثرنا كنانتنا بين ايديهم فعَجُم عيدانها ولم يبقى سوى الزحف وهو امرُّها عوداً وألينها مكسر ... فمرحباً بالزحــف منجياً ومخلِّصا..

وإذا كان لكل شيء ثمن فإنَّه لا بد للكرامة من ثمن ..والثمن يسكن في دماء الشهداء الذين سوف يزحفون على القصر ،،وستعيش اجيال قادمة على نور دمائهم الزكية ..فلتعدوا العدة للزحف وبصدور عارية وسيكون الله معكم يثبت اقدامكم وينصركم على الظالمين