السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٤ صباحاً

عندما يتحول الفشل الى حقد يمارس ضد الآخرين

عبد القيوم علاو
الثلاثاء ، ١٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
هناك انواع من البشر لا تحب ان ترى الاخرين ناجحين او عائشين في حياة مستقرة ، وهادئة ، فتعمل على تعكير صفو الحياة في المجتمع من خلال دس المكائد ،وزرع الفتن بين الأفراد والجماعات لنشر الفوضى وعدم الثقة بين افراد المجتمع .

ولكن سرعان ما تكتشف حقدها من خلال تصرفاتها المعلنة والغير معلنة ، قد تكون هذه الفئة من لناس معك وبجانبك في البيت او العمل او الشارع أو السوق وتبادلك الود والمحبة ظاهرياً ، ولكنها في حقيقة الامر تضمر لك العداء المبطن وترها تتصيد الفرص والأخطاء للانقضاض عليك فتستغل اية فرصة تسنح لها للإضرار بك ويكون لها فيها دور في الإساءة لشخصك .

ودون ان تعلم ماهية الاسباب التي تجعل مثل هذه الفئة من البشر تسيئ اليك وماهية اسباب الكراهية لك ربما هو الحسد من نجاحك أو النقص في شخصيتها أو الشعور بالفشل في حياتها قد تكون اسباب هذا الفشل علمية او عملية او اسرية ومن هنا يتحول هذا الفشل الى حقد تمارسه مثل هذه الفئة ضد الاخرين

فتخرج من فاهها كلاماً ورائح كريهة كسموم الافاعي تنفثها عليك بقصد قتلك. آن مثل هؤلاء لا يقرأون الواقع كما هو بل يمسكون الكتاب بالمقلوب فيقرأون محتوياته عكسياً فلا يفهموا سطوره او ما بين السطور

هذه الفئة من البشر لا تستطيع ان تظهر نفسها في المجتمع فتحاول ان تتخفي وراء اسماء او شعارات مستعارة ، وأخرى تكون معلومة ولكنها وفي اغلب الاوقات توحي إليك بانها معك وانها تدافع عنك فتنقل لك حكايات من نسيج خيالها معتمدة الكذب والتدليس في قولها وعملها بقصد او بغير قصد من أجل ابعادك عن من تسايرهم او تعيش معهم كانوا اصدقاء ام اقرباء ام رفاق عمل أم وطن أو حبيب....الخ !

هؤلاء في حقيقة الامر غير ذلك تماما قد يخدعوا الناس في اقوالهم وتظاهرهم بما ليس فيهم ولكنهم في حقيقة الأمر لا يعلمون أن حقيقتهم سوف تظهر ولو بعد حين.

ودائما العمل الناجح يكون له معارضين فاشلين حتى ولو تصنعوا النجاح المؤقت فلن ولم يهنؤون بعيشهم المبني على كيدهم وخساستهم للأخرين. كثيرون من يغيظهم نجاح الآخرين و تميزهم ، و كفاك أن تعاقب مثل هؤلاء ( المرضى ) بالمزيد من النجاح و الإصرار على العطاء بذات النفس. ولأن الغيرة في بعض المواطن تولد ( الحسد ) ، و الحسد في الأصل ناجم عن ( النقص ) ، فمن البديهي أن يتعرض ( أي مبدع ) للطعنات و ربما السب و الشتم ، كتنفيس من هؤلاء ( المرضى ) عما يشعرون به من غيره و حسد تجاهه و مذمة ( الناقص ) للمبدع هي الشهادة التي قال فيها الشاعر:-

يا افخَرْ فإنّ النّاسَ فيكَ ثَلاثَة مُسْتَعْظِمٌ أو حاسِدٌ أو جاهِلُ
ولَقَدْ عَلَوْتَ فَما تُبالي بَعدَمَا عَرَفُوا أيَحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائِلُ
أُثْني عَلَيْكَ ولَوْ تَشاءُ لقُلتَ لي قَصّرْتَ فالإمْساكُ عنّي نائِلُ
لا تَجْسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ ههُنا بَيْتاً ولكِنّي الهِزَبْرُ البَاسِلُ
ما نالَ أهْلُ الجاهِلِيّةِ كُلُّهُم شِعْرِي ولا سمعتْ بسحري بابِلُ
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
مَنْ لي بفَهْمِ أُهَيْلِ عَصْرٍ يَدّعي أنْ يَحْسُبَ الهِنديَّ فيهِمْ باقِلُ
وأمَا وحَقّكَ وهْوَ غايَةُ مُقْسِمٍ لَلْحَقُّ أنتَ وما سِواكَ الباطِلُ
ألطِّيبُ أنْتَ إذا أصابَكَ طِيبُهُ والماءُ أنتَ إذا اغتَسَلْتَ الغاسِلُ
ما دارَ في الحَنَكِ اللّسانُ وقَلّبَتْ قَلَماً بأحْسَنَ مِنْ ثَنَاكَ أنَامِلُ