الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٣ مساءً

ماذا حل بعدن ..!!

يحي محمد جحاف
الخميس ، ١٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
كنت بالأمس في زيارة خاطفة، إلى مدينة عدن الجميلة، التي سأني ما شاهدته فيها. من مظاهر وإحزان بادية على وجوه الكثير من أبنائها، المغلوبين على أمرهم!!نتيجة لما لحق بهذه المدينة التي تعد من أجمل مدن اليمن والجزيرة من حال لأيسر احد على الإطلاق.مدينة تحتضر اليوم من الألم ويطغى على وجهها الجميل تجاعيد الغرابة والذهول فتحولت من لوحة فنية رائعة، إلى لوحة باهته الألوان.. تعبث بألوانها أيادي لأتفقه في فنون الرسم شي !! جميعهم يعانون من عمى الألوان، و يؤمنون بالبارود ودوي أصوات القذائف والغبار المتصاعد من الدمار وسيلة لتحقيق الغايات؟؟عصابات منتشرة يقطعون الطرق والشوارع ويرغبون الناس من الخوف!! لم تنجوا من عبثهم حتى تلك ألاماكن والمساحات الظاهرة للعيان التي طليت بألا لوان المتعددة وكتب عليها عبارات تنادي بالتحرر وطرد المستعمر وأعلام ترفرف وأخرى مرسومة ترافقك من الضالع حتى مدينة عدن!!

أن كل المنصفين والواقعيين يدركون مقدار فداحة تلك الأخطاء والسلوكيات التي ارتكبت في حق عدن وأبناء عدن و الجنوب عموما ؟؟وان هناك قضية نتيجة الأخطاء التي ارتكبوها الحكام إلا أنها لايجوز أن تعكس نفسها على المواطن الغليان بأي شكل من الأشكال.. وعبث قله من الأشخاص الفاسدين والمتنفذين لأ يجوز في كل الأحوال إسقاط سلوكياتهم على مصالح الناس وأمنهم ومصالحهم وحياتهم فهولا القلة هم معروفون والجميع على دراية بهم وإذا كان هناك من عقاب فهم أولى به إلى أذا كانوا هم ألاعبين الحقيقيين في الماضي والحاضر كما يقال فهذا شي أخر؟!.

وآلا ماذنب هذه المدينة التي تعايشت على أرضها مختلف الطوائف والأعراق والمذاهب ويشهد على قولنا هذا تلك المساجد والمعابد والكنائس،التي أقيمت على أرضها ولازالت قائمه للعيان لكل قادم أليها واستدل من خلالها المؤرخ سلطان ناجي في كتابة التاريخ العسكري لليمن على مكونات سكان هذه المدينة. فكانت ملتقى جمع من ألأديان المختلفة في هذا النطاق الجغرافي مالم يجتمع في مكان اخرمن الطوائف و الجنسيات و أ لأعراق المختلفة.ولم يسجل التاريخ إلا عيشا مشتركا سادة السلام وتنوع فيه الأديان والعقائد والثقافات!؟

لقد ظلت عدن عبر تاريخها حاضنة للمفكرين والأدباء والعلماء والقادة ورجال المال والأعمال والعظماء من زعامات الحركة الوطنية وملاذا امن لكل قادم إليها.. باعتبارها من أقدم المدن والمراكز التجارية في تاريخ الجزيرة العربية، بل و أهم مركز تجاري على المستوى الإقليمي والدولي،بمينائها التجاري الفريد الذي ذاعت شهرته في أرجاء المعمورة وخرج منها اكبر البيوت التجارية اليمنية شهرة إلى يومنا هذا. ولا يتصور أحد على الإطلاق أن شوارعها تقفل ، وفنادقها ومطاعمها ومحلاتها التجارية تقفل ، ويحاصر فيها كل قادم متلهف لراويتها والتمتع يتلك الشواطئ والرمال، وقضى أيام جميلة في رحابها!!

هذه المدينة الجميلة بمتنفساتها المتعددة ومدنية إنسانها المسالم والمهووس بثقافة النظام والقانون إلى درجة الجنون الغائرة في أعماقه تلك المفاهيم القائمة على المحبة للتعايش السلمي الذي اعتاده ونماء علية وقدسه من خلال تعامله.

لم تعد اليوم تلك المدينة التي يشعر القادم إليها بالأمان والراحة والاطمئنان وهدوا لبال لماذا؟؟ لان الوضع الراهن فيها اليوم ينتابه الغموض والريبة وفقدان الطمأنينة والإحساس بالأمان ،نظرات الناس قاتله ناقمة من كل غريب قادم كساد تجاري وانفلات امني الأمر الذي جعل المصالح معطلة،والمحال التجارية اغلبها مغلق؟!لقد تحولت هذه المدينة الجميلة إلى مدينة مشلولة مبهورة مما حل بها ترقب حالها وتتوجس الانفجار،والانفراج معا ؟؟!! لقد غدت مدينة يعيشون فيها عصابات متذمرة حاقدة كارهة لكل شي لأتفرق بين الغث والسمين تعمل جاهده على نشر الفوضاء وإقلاق الأمن والسكينة العامة وتعطيل مصالح الناس !! لقد تحولت مدينة عدن اليوم إلى مدينة للسلاح والتقطع والقتل؟بعد أن كانت محطة للتنافس ،بين رؤوس الأموال التجارية التي تسعى على تقديم نفسها من خلال الأفضل الذي يجلب من الأسواق التجارية العالمية المدر للأرباح من جانب والقاتل للبطالة من خلال الحركة الدائمة لبندر عدن (الميناء)وتشغيل اليد العاملة.حتى كانت عدن عبر التاريخ هي المصدر الأساسي لقائمه عليها موازنة الدول والحكومات حتى قيل لي بالأمس القريب أن ميزانية جمهورية اليمن الديمقراطية كانت تعتمد أساسا عل
ى مصافي عدن ومينائها الذي جعلوه اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة من خلال الرعب الذي يحيط بالمدينة التي نراها اليوم مدينة لتصفية الحسابات المسلحة بين أطراف متعددة تسعى جاهدة لتدمير كل شي فحامل السلاح لايؤمن بغير القتل والانتقام والدمار وسيلة لتحقيق الغايات ولإمكان في ذاته لتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية !! أن لغة السلاح لاتعطي تقدماً للشعوب ولا تطورا تجارياً أو نهضة ثقافية وصناعية وعلمية بل تعطي تدميرا لكل شي؟

فلا تجعلوا عدن مكان للتصارع ودفع ثمن أخطاء الحكام والمتسلطين واكلة خيرات الشعوب المغلوبة على أمرها!!

اتركوها بعيدا عن الحسابات الضيقة؟؟ اتركوها تساعد الآخرين فهي المركز الذي يدر على البلاد أرباحا!! انه المكان الذي يعطي دون من أو إكراه!! لقد ظل المكان الوحيد الذي لم يمد يده يوما للآخرين!! كما عودونا مسئولي البلاد؟؟. لاتعطلوا مصالح الناس وتفسدوا حياة المدينة لقد عبثوا فيها كثيرا وحولوها من أعظم ميناء في العالم إلى ميناء تابع لآياتي إليه إلى الفتات وهاأنتم اليوم تقضوا على الفتات وتدمروا كل شي.تنافسوا أن تجعلوا عدن تستعيد دورها التاريخي والتجاري في هذا العالم !! لا تروعوا أهلها المحبين للسلام والأمن !؟ .انهالا تحتاج إلى من يشغلها كما هوا الحال اليوم ، أو يعطيها المساعدة لكي تقف على أقدامها وتستعيد مجدها فكل المقومات موجودة فيها ولكنها تفتقد لعنصر أساسي ووحيد هوا الإدارة !!؟؟وسو الاداره هوا الذي رماها في أحضان الآخرين ليعطلها ليستفيد من ذلك أشخاص !!ووصل بها الحال إلى مانحن عليه اليوم؟!عدن مركز تجاري، وميناء حر، ومنطقة حرة، يحلم الآخرون أن يكون لهم مثلها في المساحة والمناخ والجغرافيا لقد صنعوا مواني ومناطق حرة من لاشي وأصبحوا ينافسون عالميا بتلك المناطق من خلال إدارتهاالمتطورة!!

أجعلوا عدن مدينة للتعايش والسلام الاجتماعي ..

أجعلوها مدينة للتنوع الثقافي وأبعدوها عن الاقتتال وتصفية الحسابات..لقد ذهلت عندما قيل لي أن طلبت المدارس في عدن يدرسون في ثلاث ورديات في اليوم الواحد نظرا لان كثير من المدارس يسكنوها النازحون القادمون من تلك المناطق المنكوبة فكيف تكون المحصلة لدى هولا الطلاب وكيف وضع تلك الأسر؟!