الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٥ مساءً

مواقف غريبة

عباس القاضي
الأحد ، ٢٠ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٢٥ صباحاً
أحاول جاهدا, أبحث عن مبرر لاستماتة البعض في الدفاع عن رأس النظام السابق, وأقاربه الذين مازالوا ماسكين على الزناد.

وهؤلاء في منشوراتهم الغريبة, العجيبة, غيروا لفظ الرئيس إلى زعيم , ويحتفون بصوره التي عادة ما تكون وهو راكب حصانه, وكأنه سيأتي من عالم افتراضي فينزل إلى الأرض كأنه المسيح عليه السلام , وسيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا بسبب حكمه الفاسد, وكأنهم يخاطبون شعبا يسكن في جزر الكناري لا يعرفه , أو أطفالا يتابعون حلقات من الخيال العلمي .

أحاول جاهدا أن أفهم سبب خلع صفات البطولة المطلقة لنجل الرئيس السابق , ووصفه بالرجل الخارق ودوره في استقرار اليمن , رغم حدوث ستة حروب في شمال الشمال, لم يستطع أن يرسي علم الجمهورية فيها, بل تراجع وكسب الخصم أراض جديدة, وازداد قوة , وانهزامه في أرحب بصمود مواطنين لا يمتلكون عشر معشار ما يمتلكه من عتاد وعدة, فلم يستطع أن يحرك دبابة باتجاه العاصمة ليدك معاقل الثوار وساحاتها كما كان يريد ليظهر قوته وعضلاته على الشعب, وفلتان أكثر من محافظة على أيدي مسلحين يسمون أنفسهم أنصار الشريعة, وهم بالأصل أنصار الشرعية العائلية.

والقطاعات التي كانت تبدأ من أطراف العاصمة, يطلبون بطائق الركاب من اليمنيين ليبحثوا عن فريسة, ما كانوا ليفعلوه لولا الفلتان الأمني وهذا كله كان سائدا بوجود من يضعوه في ميزان اللاهوت , المخَلِّص , , ووجود نجله الذي يصفوه بأنه الفارس الشجاع.

يكاد رأسي أن ينفجر وهو يبحث عن سبب واحد مقنع يدفع بهؤلاء فينشرون بأنه صانع المعجزات ومستشفياتنا تعجز عن توفير ربطة قطن لمريض ينزف, وجامعات يتخرج منها شبه أميين , وثروات منهوبة وإمكانيات مبددة.

أدفع نصف عمري وأعرف سببا واحدا للدفاع عن شخص فقد السلطة والشرعية, ويعتبروه زعيما متوجا, وإن تمرد عن الشرعية فهي بطولة , وخطاباته مرجعية فوق الدستور والقانون, خصومه مارقين, ومناهضيه فاسدين, حتى وإن كان الشعب بأكمله !!

أعلل نفسي بأن الشعب قد تجاوز عقدة الخوف, وانعتق من رهاب الطاغية المستبد, وإننا نلج مرحلة نقول فيها لمن يحكمنا : كما قال زوج تلك المرأة المكلومة بالولادة – عندما جاءه عمر بن الخطاب متنكرا ومعه زوجته أم كلثوم ليقوما بحاجة أهله – فعجنا وخبزا وحلبا , قال له هذا الرجل : أنت أولى بالخلافة من عمر, بهذه العبارة , حدد الرجل دور الوالي , وعمر مستمر بخدمته لم يكشف عن هويته حتى نادته زوجته أم كلثوم بأمير المؤمنين, فصعق الرجل واعتذر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .