الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٥ مساءً

النزوح 33 عاماً

عبدالله الزبيري
الاثنين ، ٢١ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
منذ 1987م والنزوح يتواصل , نزحت القيم ,نزحت الإبتسامة من فم الوالد واللعبة من يد الولد , نزح الأمل من كل شيء وبقي الألم في كل شيء , كل شيءٍ جميلٍ نزح عنَّا وحل محله القبح والصفاقة والغطرسة . إنها عقود (المغوادة) وزمن الأوغاد , عقود الانحلال الاضمحلال , عقود الهمجية الفجَّة وتبختر الدناءة وتصفيق العميان . ثلاثة عقود هي أسوأ زمن مر على اليمن واليمنيين , ساد فيه الوضيع وتكلَّم الجاهل واستغنى المنحرف وتباهى الديوث وافتخر اللص بلصوصيته , 33 عاماً من التبعية وطمس العقل وارتياد الحضيض والتسابق على الوحل والسباحة في مستنقع الإفك والتدليس , 33 عاماً حكمتنا عقلية عسكرية وقبلية صرفة لا تعرف المثنى والجمع لأنها تعلمت المفرد والفردية والانفراد بكل مقومات السعادة والتفرُّد في ترسيخ أسباب ومقومات الشقاء في بلدٍ أنهكه التجهيل وحوَّله الفقر إلى تابعٍ ذليلٍ يسهل سحبه بخيط عنكبوت ناهيك عن السلاسل والأغلال .

إن ما حصل من نزوح معنوي لكل أبناء الشعب اليمني قد تم تتويجه بنزوح ملموس ومحسوس في صعدة وأبين وعاهم ...إلخ

ينزح اليمنيون ليس بسبب الحوثي والقاعدة, بل بسبب تسليح صالح لهما انتقاماً من شعبٍ رفضه وقال كفاك , إنها الخيانة الوطنية العظمى أن يُقْتَل شعبٌ بسلاحه المُشْترى من ماله لحمايته وليس لإهدار دمه عند إخراج صالح من الحكم , وافق صالح على خروجه من السلطة مكرهاً لا بطل ولم تهدأ ثائرته حين فقد المايك وشاشات التلفزة فقام بتسليم معسكرات لأعداء الشعب والعقيدة في حين لم يعد هناك متَّسع في سنحان للأسلحة التي نهبها من معسكرات أخرى , وسيخرج من الوطن كذلك مكرهاً لا بطل لكنه سيواصل الفحيح بما يكفي وإن كان خارج الوطن , لتواصل الثعابين رقصها فالطبع يغلب التطبُّع وأعتقد جازماً بأن المخلوع سيظل حجراً عثرة أمام الوطن والمواطن ولن يخسر في سبيل الفوضى العُشْر من اختلاسات 3 عقود , ولم ولن يستريح الشعب منه إلا برحيله من الحياة الدنيا إلى الدار الآخرةِ والمثل يقول (ما تقنع النفس إلا من التراب)