الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٢ مساءً

إليك يا فخامة الرئيس الشرعي المنتخب .. الدم مازال يسفك

عباس الضالعي
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
خرج الشباب العاطل ومعهم المظلومين والمحرومين ليقتلعوا الظلم والفساد وخرجت لمواجهتهم ألة القتل والدمار ، وكان من نصيبهم القتل والحرق والخطف والتعذيب ، وأنت حينها نائبا تتربع على ثاني اكبر منصب في الدولة ، وكنا نقدر سكوتك وصمتك على اعتبار انه لا صلاحية لك وان الحكم يدار عبر عصابة

انتظرنا منك موقفا – أيا كان – ولم نحظى منك بهذا ، انتظرناك مسئولا ، وانتظرناك إنسانا كصاحب ضمير ، وانتظرناك مواطنا يمنيا ، مل انتظارنا لكننا لم نفقد الأمل فيك ، حتى جاءت اللحظة والحظ ليتوقف الأمر عندك وحدك دون غيرك لتكون الراعي الأمين على هذا الشعب وحقوقه ومصالحه ، وكنا – قبل غيرنا - أكثر الداعمين لك دون مقابل او حصة هنا وهناك ، إيمانا منا بالوصول بالبلد إلى بر الأمان ، كان قبولك في صفوف الثوار كمن يتجرع الصبر لأجل الشفاء ، كان منا الوفاء ومنك ...... كانت أصواتنا تعانق السماء هتافا لك وباسمك ، حتى تحقق لك ما لا تحلم به ولن يخطر على بالك وأكثر من ذلك لا تستطيع أن تفكر به مجرد التفكير في خلجات نفسك ، شجاعتنا وقوتنا وإصرارنا وعدالة قضيتنا انعكست كنتائج لتكون وليا وحاكما شرعيا علينا ، مسنودا بشرعية ثورتنا وشرعية الإجماع الذي سعينا لتحقيقه لك ، وبسبب ثورتنا حصلت على الدعم الإقليمي والدولي ، ولو لا ثورتنا وساحتنا لما كان لك ذلك

اليوم يجب أن تبادل الوفاء بالوفاء وتقف أمام الله أولا وقبل كل شيء وأمام الشعب و مسئوليتك وواجبك الدستوري وضميرك وأخلاقك ، وتبادل شعبنا الغالي العزيز بالخروج عن صمتك ومناورة الزمن الذي يأكل شعبنا ويتآكل معه وضعك وقيمتك المهنية وزعامتك وسلطانك

أخاطبك اليوم كرئيس ومسئول عن الشعب ومصالحه ، ومن حقي أن أسألك ومن واجبك أن تجيب علي رسالتي التي تحمل هموم وتساؤلات غالبية أبناء الشعب وإجابتك ننتظرها واقعا ملموسا لا نظريا ، وأذكرك بما أنت أهل له وما هو من صلاحيتك وواجبك الشرعي والدستوري والقانوني ببعض الحقائق التي ربما انك لن تنساها كليا وان بعضها ومنها :

استشهد المئات من خيرة شباب اليمن في عمليات غدر وقنص مدبرة ومخطط لها مسبقا وآنت تعلم من القاتل ومن المخطط خلال أيام وأسابيع الثورة كوقائع مسجلة ونقلت إلى العالم مباشرة دون تدخل من أي شخص

نهب المال العام من خزينة الدولة ومن كل مرفق حكومي وأنت تعلم من الذي نهب وأين ذهب وكيف صرف وهذه جريمة مماثلة للجرم الذي يليه

انتشرت القاعدة وتوسعت وصار لها إمارة في مسقط رأسك وامتلكت العدة والعتاد والأسلحة الثقيلة ، وأنت تعرف وتعلم بكل التفاصيل وتعلم من يمولها ويمدها بالأموال والأسلحة وما الهدف من ذلك ؟

هذه الأحداث كانت سابقة لعهدك وتعرف مصدرها ورجالها والقائمين عليها ، لكن ان يستمر الوضع ولو بصور اخرى في وجودك وأنت المسئول الأول لا يرضى به احد ولا ترضى به أنت ومن هذه الأفعال :

أصدرت وقرارات وأوامر وتوجيهات وأعلن أمامها التمرد صراحة في وجهك ولم تنفذ بعضها إلى الآن وأنت تعلم من وراء ذلك كسابقة خطيرة واجب عليك حسمها دون انتظار

كل هذه وتلك تعرف من الفاعل وكيف خطط وربما وصل إليك الخبر مسبقا ، كنت محاصرا في موقعك السابق ما يحول بينك وبين الفعل ، وليوم ما هو السبب الذي يجعلك عاجزا أمام هذا

واليوم يوجه لك الفاعل ذاته رسالة مكتوبة بدماء أكثر من مائة شهيد وأكثر من مائتين جريح من شباب اليمن ، أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم في خدمة الوطن وتحت تصرفك وأنت الراعي لهم شرعا وقانونا ، وسجلت كجريمة إنسانية وعمل إرهابي كبير وحيثياته ماثله للعيان ومؤشرات شيطانية سبقت التنفيذ ولا تخفى عليك وأنت الذكي والملهم

دم أبناء اليمن يسفك في كل مكان وبعلمك وسمعك وتحت مسؤوليتك ، فمن يستشهدون يوميا في المحافظات الجنوبية والشرقية لمواجهة ما يسمى بأنصار الشريعة هم أبناء وشباب اليمن قرار وقف نزيف دمائهم بيدك ناولا وأخيرا

ومن قتلوا يوم الأحد 21 مايو من أبناء اليمن وخيرة شبابها ولقوا مصيرهم ربما من أجلك ، فأنت اليوم المستهدف والهدف لمن تعرف انه السبب في هذا قبل غيرك ، ماذا تنتظر حتى تصل يد غدره إليك ( ولو ان الحياة والموت بيد الله ) لكن أسبابها ومن يقف ورائها تعرفه جيدا وتعرف مساعيه وأهدافه ونزواته

شجاعتك اليوم مطلوبة وجرأتك وقيادتك وذكائك السياسي والفطري ينتظر منك توظيفها اليوم قبل الغد ولن نكتفي بذر الرماد على العوم من خلال القرارات التي صدرت اليوم فأنت تعرف من هو رأس الحرباء ومن الذي يجب أن تصل إليه قبل الآخرون ، بصراحة ووضوح المطلوب الوصول إليه هو المخلوع علي صالح وأولاده أولا وأولاد أخيه ثانيا

ولا مجال للانتظار فوجودهم يعني كل يوم دماء تسفك وأرواح تزهق وأنت الطبيب والمداوي لكل هذه الجروح ، إما ان تفعل وتسجل لليمن انك منقذها أو تتهاون ونعتبرك وغيرنا شريكا ومساهما ولا أحسبك كذلك

رحم الله شهداء اليمن الذين قدموا أروحهم ودمائهم رخيصة في سبيل هذا الوطن ، والعاقبة بيد الرئيس هادي