الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ صباحاً

في هذا اليوم لسنا بحاجتك يا أيوب ...

معاذ الجلال
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٠ صباحاً
لمن كل هذه القناديل تضوي لمن؟؟
في مثل هذا اليوم الـ 22 من مايو ومنذ 21 عام وفنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي يصدح بصوته في الأرجاء عبر التلفاز والراديو ونسمعه في المحلات والاستوديوهات وحتى في السيارات ونغمة الجوالات ...الخ نسمعه يتغنى برائعته التي يحفظها الكثير إن لم يكن الجميع ( لمن كل هذي القناديل ؟؟ ) ونردد ورآه والبهجة تملأ قلوبنا وصدورنا ( لمن كل هذه القناديل تضوي لمن؟ وهذه المواويل بالعرس تشدو لمن؟ لمن ؟ لمن ؟ ) ثم يجيب عن تساؤله ( لأجل اليمن لأجل اليمن ) ونقولها وكلنا سعادة وبهجة في هذا اليوم .. نعم نعم لأجل اليمن وليس لبد آخر غير اليمن ..

لي أكثر من شهر وأنا استمع هذه الأغنية يومياً وكل مرة استمعها كأنها أول مره حيث أن لها مذاق آخر وأنا في الغربة استمعها واردد وراء أيوب وأنا أدور بسيارتي في شوارع الرياض وكنت انتظر هذا اليوم كي ارددها بشغف ( وبطعم آخر ) وارفع الصوت أكثر حيث انه يوم الوحدة يوم البهجة والسرور يوم عيد اليمنيين جميعاً ..

ولكن ما حدث بالأمس غير وجهة العيد واستبدله بالأسى والألم والحزن .. نعم ألم يقطع القلب ويستوطن فيه ويغزو الشرايين والأوردة بحرقة .. ألم يجري فينا مجرى الدم .. دموع نذرفها بمرارة وتخنقنا حسرة تزاحم أنفاسنا بقسوة وفي صدورنا مليار تنهيدة كئيبة من شدة القُهر.. اقسم بالله أني ما استطعت أن أنام إلا من بعد صلاة الفجر غفيت إغفاءه كلها كوابيس إغفاءة لم تتجاوز الساعة .. أي نوم في حضرة هذا اليوم وأشلاء الضحايا ودماء الأبرياء تطاردنا كلما حاولنا أن نغفو؟؟

أي تهنئة نستطيع أن نتداولها في هذا اليوم كما كنا نهني بعضنا البعض في الأعوام السابقة؟؟

أي فرحة بعيد وحدة تملأه الأشلاء والدماء وتختفي فيه أصوات البهجة فلا نسمع إلا الأنين والتوجع والبكاء والنحيب يملأ الأرض ويغزو السماء؟؟

أي أغنيه نرددها في هذا اليوم ويرددها الجميع كبيرنا وصغيرنا أغنيه تتناسب مع هذا الحدث ؟؟

لسنا بحاجتك يا أيوب في هذا اليوم الذي لم يصبح عيداً أبداً .. لسنا بحاجتك كي تغني لنا أغنيتك الرائعة فكلنا يعرف أغنيته في هذا اليوم بدون عودك يا أيوب كلنا يغني بصوت مبحوح بدون موسيقى .. بدون فرح وبدون صخب وبدون تصفيق ..
لمن كل هذه الجثث؟؟
لمن كل هذه الدماء؟؟
لمن كل هذه الأشلاء؟؟
لمن كل هذه المجازر
والمذابح والمسالخ؟؟
لمن؟
لمن؟
لمن؟
لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟

لكننا لا نستطيع أن نجيب على تساؤلنا في نهاية أغنيتنا المحزنة في هذا العيد.. نبحث عن الإجابة بل في الأصح نهرب منها مخافة أن تكون الإجابة المعهودة التي نعرفها منذو 21 عام من رائعتك يا أيوب .. نهرب وننتظر من يجيبنا على هذا السؤال الجماعي الذي يردده شعب بأكمله ويتمنى أن يجد إجابة شافيه غير التي نحتت في عقولنا بفعل أغنية العيد الحقيقية وليس في أغنية المأتم ..

فإن كانت الإجابة هي نفس الإجابة ( لأجل اليمن ) !!
عندها اقرأو السلام على الوطن المثخن بالجراح .. وقولوا بصوت واحد ( حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل )