الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٥ صباحاً

اليمن والـ ؟؟؟

أحمد غراب
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
أكثر سؤال يردده اليمنيون الآن هو: إلى أين؟ كيف نوقف آلة القتل في هذا البلد؟

أرواح اليمنيين تزهق وأنتم تتناحرون سياسيا وحزبيا وطائفيا، متناسين أن بغضكم لبعضكم البعض يورث الدولة العجز والفشل.

تنازعتم ففشلتم وذهبت ريحكم، فتناوبت على بلدكم العواصف من كل حدب وصوب.

تتجادلون وتتصارعون وتتبادلون التهم في ما بينكم، وآلة القتل تصول وتجول وتقتل وتقطع الأرحام وتيتم الأطفال وتسعى في الأرض فساداً.

لن تجف الدماء في بلدكم، ولن تجدوا أمنا واستقرارا ونهوضا وازدهارا، ولسان حالكم هذا سني وهذا شيعي، وهذا مشترك وهذا مؤتمر، وهذا حوثي وهذا حراك، وهذا سلفي وهذا...

طالما أنتم متناحرون، متحاسدون، تحقدون على بعضكم بعضا، فلا مستقبل لوطنكم ولا لأجيالكم! ستعيشون صغارا وتموتون صغارا، لأن كل منكم همه نفسه وحزبه ومذهبه.. لا همه من زهق دمه، ولا من نزح، ولا من جاع، ولا من تشرد..

عشتم لأنفسكم وأحزابكم ومصالحكم، فقبلتم بكل شيء لكي تكيدوا بعضكم بعضا.

صار الواحد منكم على استعداد للتحالف مع الشيطان ذاته لكي يكيد بالآخر أو يتخلص منه.

كل شيء من حولكم مخترق؛ السياسات، والأحزاب، والأمن، والاستقرار، ما أسهل إشعال الفتنة بينكم، وما أهون أن تسفكوا دماء بعضكم البعض، وما أسهل أن تغضوا الطرف عن اليمن وقد تحولت الى مرتع للإرهاب والتناحر والتقاتل والمجاعة والأمراض..

لم تعودوا أمة واحدة، بل تفرقت أياديكم، وصارت قلوبكم شتى، فأصبحتم غثاء كغثاء السيل، لم تفلحوا ولن تفلحوا، فالجدل ديدنكم، والتربص عملكم، والكراهية منهجكم، وهذه النتيجة أصبحتم مشاريع لطوائف متناحرة ومسلحة، وبلدكم قاب قوسين أو أدنى من صومال آخر.

كنتم خير أمة أخرجت للناس، أرق قلوبا وألين أفئدة، كان الإيمان إيمانكم، والحكمة حكمتكم، فانظروا ماذا صنعت بكم أحقادكم ضد بعضكم حتى قست قلوبكم وصارت أشد قسوة من الحجارة.

سيروا وانظروا في بلدكم، لن تجدوا سوى صناعة للموت، أو قتل الأبرياء، أو قطع طرق، أو خيام نازحين، أو أنات أطفال جوعى، أو دموع أرامل ثكالى، مئات الأبرياء يقتلون أمام أعينكم، وأنتم تتجادلون وتتبادلون التهم في ما بينكم!

إن عجزكم وتفرقكم هو أكبر إرهاب، وطالما ظللتم على سيرتكم هذه، فأنتم لن تواجهوا أي إرهاب، بل ستصنعونه.

اتقو الله في أنفسكم وبلدكم.

اللهم أنت حسيب هذا الشعب ووكيله.