حين يتعود المسؤول على ألقاب الأبهة والعظمة فحتمآ سيصل إلى درجة الغرور إذا لم يكبح جماح أهواءه بالتفكر في مصائر الملوك قبله و اندثار زعماء شادوا ممالك وامبراطوريات وانتهوا بالعزل أو القتل أو الموت ومن الصعب تخليد المكانه أو توريثها لأن التغيير ناموس إلهي وسنة من سنن الكون .
عندما شعر (المخلوع) بفقدان لقب رئيس وقد قتل وأحرق وتبلطج من أجلها كثيرآ ، لم يهدأ له بال حتى تلقب بالزعيم ، حينها فقط أدركت أن شلال الدم الذي انسكب في ليبيا
كان دفاعآ عن لقب زعيم ، وأن الدم في اليمن سيواصل النزف ،
فالمخلوعان التونسي والمصري
لم يستميتا على لقب رئيس ولم يبحثا عن ألقاب تعويضية ترضي غرورهما كلقب زعيم مثلآ حين أدركا عدم جدوى المقاومة ، لذلك كانت تكاليف رحيلهما معقولة وتوقفت الدماء بنزع الشعبين التونسي والمصري اللقب القاتل من مخلوعيهما
بينما نحن في اليمن نخلع رئيسآ فيظهر الزعيم ، ولا بد من خلع الزعيم إذآ ، وهذا يقتضي استمرار الثورة حتى ينتهي فحيح الزعيم الأفعى الذي يعلن عن حاجته لعمليات صغرى فيقف الموت على شرفات الوطن .
ماذا لو أعلن عن حاجته لعمليات كبرى هل كان سيقضي على نصف الأمن المركزي ؟ ! وماذا لو أن الرئيس هادي يهتم بالظهور الإعلامي ؟ هل كانت غيرة المخلوع على الشاشة والميكرفون وعدم رغبته في ظهور أحد مكانه ستمر بسلام دون أحداث مشابهة لحادثة السبعين ؟
لا أظن ذلك مادامت القاعدة ستعلن للتو مسؤليتها عن أي مجزرة ينفذها صالح بعيدآ عن الضوء لتستفيد منها القاعدة إعلاميآ ومعنويآ ،
والسؤال الأهم هو : هل سيحاكم الزعيم على جرايم ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية ؟
على الأقل هل سيتم التحقيق وكشف الحقيقة للرأي العام؟ هذا ما ننتظره وفي القريب العاجل