الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٣ صباحاً

أصدقاء اليمن : تسويف بلا حدود

عباس الضالعي
الخميس ، ٢٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
أنتظره اليمنيون كثيرا وتحدد له أكثر من موعد للانعقاد واجتماعات هنا ولقاءات هناك حتى جاء يوم الصدق وعقد في الرياض في 23 مايو ، حضر الأصدقاء ولم تحضر مصداقيتهم ، فهذا المؤتمر كان معول عليه وقوف أصدقاء اليمن إلى جانبه بصدق لدعم عملية التنمية وسد الفجوة الاقتصادية التي تراكمت في ظل وجود نظام الحكم السابق الذي ركز على جوانب معينة واهتم بتبديد الثروة على المقربين والموالين للنظام ورئيس النظام حتى تحول اليمن إلى واحدة من أفقر الدول وتعاظم فيه الإرهاب وهي الورقة التي كان النظام ورئيسه "يحلب " المجتمع الدولي وعلى رأسهم الأصدقاء

أصدقاء اليمن لم يقدموا لليمن ما وعدوا به وما التزموا على أنفسهم بتقديمه لتأهيل اليمن وإقالة عثرته الاقتصادية ، أصدقاء ظلوا يبعثرون الكلام والعبارات وكأنهم لا يريدون من اليمن إلا أن يكون شرطيا محاربا نيابة عنهم للقاعدة والإرهاب البلاء الذي تسببوا لنا به ونغذيه سياستهم ، اليمنيون قالوا حاضر لمكافحة الإرهاب والإرهابيين والتزموا به كهدف سياسي وأولوية وعليه فتح البر والبحر والجو أمام آليات ومعدات مكافحة الإرهاب التي تأتي من كل مكان وخاصة من الأصدقاء

أمل اليمنيين كان تواقا لهذا اليوم على اعتبار ان " الصديق وقت الضيق " واليمن يمر بضائقة مالية واقتصادية لكن لسان حالهم يقول بعد بيان الأصدقاء " ما أكثر الأصدقاء حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليلون " فما خرج به المؤتمر اليوم هو عبارة عن وعود وكلام وألفاظ إنشائية أكثر منها عملية

حضر الأصدقاء وغابت وعودهم ما عدا حضور المملكة العربية السعودية التي تعهدت بثلاثة مليار ومائتين وخمسين مليون دولار التي يكن لها شعب اليمن كل الشكر فهذا هو الصدق من الصديق ، فهذا هو الصديق ولو كان لنا بخمسة او حتى أربعة أصدقاء مثل المملكة كان يسعدنا مثل هذه الصداقة

الأصدقاء ينظرون لليمن أنها إستراتيجية ويجب الوقوف معها وأول خطوة للوقوف مع اليمن مالية واقتصادية وما تبقى يعتبر ثانيا وثالثا ، الأصدقاء أكثروا من تسويفهم ووعودهم العرقوبية وعلى اليمن ان يفهم انه وحده وعليه حل مشاكله بنفسه ،

وقد يعتب اليمنيون كثيرا على إخوانهم في اللغة والدين والجيرة وخاصة دول الخليج غير العربية السعودية ، وقد يقول البعض أن الوعود قائمة وستأتي ثمارها لا حقا أقول لهم ما ورد في المثل الشعبي " إلي ما يجي مع الحريوة (العروسه) ما يجي بعدها " ، ولسان حال كل يمني يقول اللعنة على من كان السبب في ندهور اليمن وجعلها تعيش ممدودة اليد للغير فكل ريال أو دولار يمنح لليمن ورائه ألف شرط وشرط وكلها ورطة الحاجة الملحة ولو كان لليمن حاكما رشيدا ما وصل بنا الحال إلى هذا والاعتماد على الهبات والعطايا والمنح المشروطة

فقدنا الأمل بالأصدقاء والإخوان والجيران فكم تغنوا بدعم اليمن وكم أزعجوا مسامعنا بتصريحاتهم وأخبارهم ، ضاع الأصدقاء لكن اليمن لن تضيع وستبقى كبيرة وشامخة ويكفيها فخرا أنها قضت على اعتي نظام ديكتاتوري في المنطقة بل في العالم وهي – اليمن – على الطريق الصحيح والحكم الرشيد ، تبخر الأصدقاء وتبخرت معهم وعودهم وبقى منهم "عرقوب " لينسجوا من خلاله ما تبقى من الوعود إلى حين مبسرة ... شكرا للمملكة والملك السعودي الذي وعد وأوفى وقد سبق وأعطى .. والعاقبة للصادقين .