السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٠ صباحاً

لقاء قديم فى البيت بيتك ! (2)

أحمد مصطفى الغر
السبت ، ٢٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ صباحاً
وتستمر الحلقة ...

سألنى عما أفعله فى وقت فراغى؟ فأخبرته بحبى الشديد لتقليم أظافرى بأسنانى ، فقال: "لأ ، أقصد هواياتك ؟" فأخبرته بحبى (غير الشديد) لكتابة المقالات، ثم اشتكيت له سوء حظى فى حصولى على فرصة للنشر ، فقال : " تفتكر مين السبب فى أخذ الفرصة منك ومن أمثالك؟" ، فأخبرته بأنه تامر حسنى ، فسألنى :" كيف؟!" ، فأجبته : "أخذ فرصة لكتابة مقال فى الأهرام ، فى الوقت الذى تمتلئ الأرصفة بالألاف من الشباب الذين يمتلكون مواهب خارقة للكتابة ولا يجدون أى فرصة لنشرها ، أما تامر فلا يعتق شيئاً لغيره ، لا يكفيه الغناء والتمثيل والتلحين والتأليف فانتقل الى كتابة المقالات" ــ سألنى عما سأفعله حتى أحصل على فرصة لنشر مقالاتى؟ فأجبته : " هأربّى شعر صدرى وحواجبى وهأهرب من التجنيد لعلى أجد فرصة للنشر محلياً ، أما إذا ظهرت بملابسى الداخلية وأظهرت عضلاتى وأجرّت كام بنت يجروا باتجاهى وينهالوا عليّ بالقبلات والأحضان الساخنة والباردة ربما أحصل على فرصة للنشر عالمياً ! " ، بالمناسبة هل تعرف اننى اعشق نشر مقالاتى ضمن مقالات القراء ، أشعر براحة نفسية أكثر فى تلك المناطق التى تتسع لتشمل كل من يقرأ الجريدة أو حتى لا يقرأها لكنه فقط يحب أن يشارك فيها بشئ ، فى المساحات المخصصة للقراء و لكتاب المقالات من باب الهواية أجد إبداعات لا تقل ( بل بالأحرى تفوق) مقالات من يسمون أنفسهم كتاب كبار وأصحاب أعمدة ورأى وفكر ، على أى حال دعنا نقلب الصفحة !

استمر الاعلامى / محمود سعد فى أسئلته لى ، فسألنى عن أغرب المفارقات التى شاهدتها ؟ فأخبرته بأنه فى كل دول العالم يتم حفر الشوارع أولاً وعمل تركيبات المياه والصرف الصحى والغاز وكابلات الكهرباء والتليفونات ثم يتم رصف الشوارع،أما فى مصر فيتم الرصف أولاً ثم بعد ذلك يتم الحفر لعمل تلك التركيبات !

قالي تعالى بقى نسألك شوية أسئلة خفيفة كدا بعيد عن السياسة و وجع الدماغ، فقال:" بتحب تسمع مين من المطربين؟" ، فأخبرته بأنه شعبان عبدالرحيم ، فهو مطرب قومى وبيحب البلد والعروبة ، وأغانيه تواكب الأحداث الجارية ، كما أنه أقل المطربين تكلفة انتاجية فهو لا يستخدم سوى لحن واحد ولا يؤلف له سوى شاعر واحد ، كما أن أرائه السياسية بسيطة وليست معقدة .. حتى وان كنت اختلف معه فى تأييده لرجال من عهد مبارك ، سألنى عن هدفى فى الحياة؟ ، فأجبته:" أن أجد لى مكاناً فى مقدمة الطوابير .. تلك التى باتت تتكون أمام منفذ أى شئ ، حتى صارت إدماناً لدى البعض ، وبتنا نسمع عن أناس انتهت أعمارهم وهم فى الطوابير .. فباتت مصطلحات مثل " قتلى / مصابى/ جرحى /شهداء الطوابير" من المصطلحات الشائعة فى الصحافة " .

سألنى عن اللحظة التى أشعر فيها بالسعادة؟ ، فأخبرته:" عندما أصل الى أول الطابور وأصبح أمام منفذ التوزيع" ،سألنى عن أكثر شئ يزعجنى سماعه ؟ ، فأجبته: أن أسمع عبارة " عفواً .. لقد نفذ رصيدكم" ، سألنى عن حل مشكلة المرور ؟ ، فأجبته :" على كل شخص يسير على الرصيف ــ إذا كان فيه رصيف ــ أن يحمل المثلث وشنطة الاسعافات" ، سألنى عن مدى حبى لمصر؟ ، فقلت :" طالما الموضوع فيه حب ، أبقى محتاج أستشير أسامة منير !" .

فى هذه اللحظة شعرت بأنى (عكيت الدنيا) ، لذا توقفت عن إقحام رأيى الخاص فى الأجابة واستعنت بالأمثال الشعبية ، سألنى عن رأيى حول الصحافة الاجنبية؟ ، فقلت:" زى عجايز الفرح ، أكل ونقورة" ، سألنى عن رأيى فى تهكم البعض على عبارة (مصر هى أمى) ؟ ، فأجبته:" اللى بلا أم .. حاله يغم / وع الأقل : مصر غير مشكوك فى جنسيتها .. جواز السفر مصرى " ، سألنى عن رأيى فى التصريحات الحكومية؟ ، فأجبته :" البطيخة القرعة لها لب كتير" ، وضع يده على جبهته وكان ممسكاً بقلم رصاص ثم قال:" بصراحة كدا .. قولى أنتَ بتحب الحكومة؟" ، فقلت: ومن منا لا يحبها .. وكما قال الشاعر " خبينى وخدلك زعبوط ..هى المحبة بالنبوت ؟! " ، أعتقد أنه قد أحظأ فى فهم قصدى ــ مثلما أنك أخطات ألان أيضاً ــ فأنا لا أكره الحكومة ، كما أنى فى نفس الوقت لا أحبها !!

دعنا نكمل تلك الحلقة فى الجزء الثالث .. إن لنا فى العمر بقية ..