الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً

زيدو المرق والخبز والماء

فايز القريحي
السبت ، ٢٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
شهدت اليمن في السنوات الاخيرة حروب متعدده مدمرة شتت السكان وأحرقت الأخضر واليابس و عطلت أبراج الكهرباء و رفعت أسعار المحروقات و المواد الغذائية , بدايةً بحروب صعده جميعُها التي تسببت في نزوح السكان للمخيمات وما صاحبها من نقصٍ للغذاء والدواء , ثم الحروب المتقطعة في مناطق أبين وزنجبار التي أدت إلى نزوح سكاني لأكثر من مرة , وحسب ماذكرته تقارير سابقة لمنظمة اوكسفام الدولية ومنظمة الإغاثة الاسلامية أن الفقر في اليمن تعدى نسبة الخمسة وسبعون بالمائة من نسبة السكان عدد مهول !!!!! لاحول ولاقوة إلا بالله .

كل هذه الأحداث والأوضاع توجب علينا الوقوف وقفة رجل واحد أمام شبح الفقر والجوع والغلاء فعلى الأغنياء في داخل اليمن وخارجها أن يدعمو كل جمعية خيرية أو مشروع يتكفل بالأيتام و يوفر للأسر الغذاء والدواء, وعلى تجار السلع أن يتعاونو بخفض الأسعار قدر المستطاع رأفةً بالحال , وعلى كل بيت في اليمن الاحساس بالمسؤلية وروح التعاون والتكاتف ضد الفقر , فما يضر كل بيت اذا زاد مرق الغداء والخبز والماء ليعطيه لواحد أو اثنان أو ثلاثه من الفقراء يسد بها جوع الفقير و يضمن الأجر من الله في الدنيا والآخرة.

والأهم من كل هذا وذاك بدلاً من الاعتماد الكامل على طرق أبواب المجتمع الدولي ودول الجوار أليس حري بنا أن نبتهل إلى الله رافعين أكفنا إلى السماء داعين إلى الله بأن يرزقنا كما ترزق الطير وأن يفرج همنا وكربنا و أن نرجع اليه تائبينَ مستغفرين .

وانا اكتب هذا المقال تذكرت جدتي رحمها الله تعالى في آخر أيامها , إذ كنت اشاهد التلفاز معها متابعين آخر انتخابات للرئيس السابق في ذاك الوقت , وكنا نرى تجمهر الناس في شارع السبعين الذي اهتز من شدة هتافات الشعب الفقير المسكين تأيداً للرئيس , فقالت لي مابال هؤلاء يطبلون لمن لم يفعل لهم شيء ولا يهتفون بالدعاء لمن هو قادر على كل شيء .