الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٠ صباحاً

ابو يمن

معاذ الجلال
الأحد ، ٢٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
عندما يناديني احدهم بهذا الاسم أجاوبه بـ ( نعم ) وراسي من الفخر والاعتزاز يناطح السحاب ويعانق السماء... نعم أنا أبو يمن أنا أصل العرب والعروبة أنا أصل التاريخ ولحضارة والقيم أنا من قوم يحبهم الله ويحبونه قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } المائدة54

عن عياض الأشعري قال : " لما نزلت هذه الآية أومأ رسول الله إلى أبي موسى الاشعري بشيء كان معه فقال :هم قوم هذا ) أي هم أهل اليمن .

أنا من امتدحني خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى حديثة ( أرق قلوباً وألين أفئدة ) وبأحاديث وأخبار كثيرة .. لذلك فإنّ قدر الّتزكية والشّهادة لأمةٍ من الأمم ليعظم قدرها و يعلو شأنها بقدر الشاهد والمزكّي لها !! فإن كان عظيماً وصادقاً في أخباره كانت شهادته عظيمة في نفسها وصادقة في مدلولها ودلالتها وخبرها !!!

والرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم قد علّق نيا شين الشرف وأوسمة الفخر على صدور أهل اليمن ... وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .. وهو فضل الدين و الإيمان والتعاطف والتراحم والحب لا فضل الحسب والنسب رغم أن أهل اليمن وبدون شهادة هم أعرق أحساباً وانسابا ..

أيها الطالب فخراً بالنسب .. إنما الّناس لأمٍ و لأب .
هل تراهم خلقوا من فضةٍ .. أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهب .
إنما الفضــل بدينٍ خالصٍ .. و بأخلاقٍ كرامٍ و أدب .

وأهل اليمن هم أصحاب القلوب الرقيقة والطباع اللينة والّرجولة الفائقة والشّهامة الّرائقة ... وهم أنصار السنة والرسالة من قديم الزمان والتاريخ الإسلامي خير شاهد على ذلك .. فكيف لي أن لا أفتخر أني أبو يمن ( كما ينادونني هنا في الغربة ) وقد زكاني خير خلق الله وكتب التاريخ والسيرة شاهدة لي بذلك بل والعالم كله يشهد ..

اعتزازي بوطني لم ولن يهتز أبدا أو ينقص مثقال ذرة رغم ما يمر به الوطن من ظروف قاسية هي نتاج حكم فردي متسلط دمر البلد خلال ثلاثة عقود أكل خلالها الأخضر واليابس ولم يبقي في الوطن المطحون ومن فيه غير الدموع والأسى والحزن والألم يعتصر كل قلب .

لم أكن أتصور أن أراء يمني واحد على وجه الأرض يتنكر لبلده أو ينكر انه يمني ولكن الصدفة خير من ألف ميعاد حيث صادفت احد الشباب اليمنيين يعمل في الرياض هو من مواليد المملكة ولا يعرف عن اليمن إلا اسمها فهو لم يزورها أبدا طيلة سنوات عمره الـ 30 فاجأني ذات يوم عندما قال لي ( أرجوك لا تكلم احد باني يمني فانا لا أريد أن يعرف أحد بذلك ) فسألته ولماذا؟ فقال: لو يعرفون أني يمني ينضرون لي نظرة أخرى ولن يحترموني .. قلت له أنت مخطأ وحاولت بأن أغير نظرته الخاطئة ولكن دون فائدة .. عندها أصابني الذهول ودار في رأسي مليون سؤال لماذا وصل الحال بأبناء اليمن إلى أن يتنكرون ويكذبون على الناس بأنهم من جنسيات أخرى ؟؟ ومن السبب في هذا التنكر ؟؟ ومن المسئول عن ذلك ؟؟ و ....الخ .

رغم عدم حبي للمصريين وغثائي منهم بسبب تعاملاتهم ومراوغاتهم السيئة جداً خاصة في العمل إلا أني احيي فيهم وطنيتهم وأحب فيهم هذه الصفة التي يتميزون بها أكثر من غيرهم ولن أقول دون غيرهم شعارهم دائماً ( إلاَّ مصر ) شعار يردده المتعلم والجاهل وتشعر حينها انه يدافع عن أم رؤم عن صدرٍ حنون عن شيء من ممتلكاته الخاصة رغم أنهم مشردون في بلاد الغربة وعانوا بل وما زالوا يعانون أكثر منا بكثير ..

ختاماً أيها الأمهات رجاءاً خاص رضعن أطفالكن على حب الوطن من المهد واسقوهم مع كل جرعة حليب دافئة.. أيها الآباء نمو هذا الحب في قلوبهم وعلموهم فنون هذا الحب حتى لو اغتربتم في زحل .. أيها المعلمون والمعلمات حافظو على الحب الذي رضعه الأطفال صغار واغرسوا في نفوسهم قيم الوطنية والإخلاص والوفاء والتضحية للوطن في صبيحة كل يوم دراسي .. أيها الدعاة والخطباء لا تنشغلوا بالسب والشتم وكيل التهم وقراءة الأرقام عن الفساد وتنسون أن تذكروا الناس بحب الوطن في كل خطبة .. أيها الأغنياء أيها الأثرياء أيها المترفون تراحموا وليتفقد كل منكم جاره وأبناء حارته ومنطقته أنفقوا يخلف الله عليكم ساعدوا المساكين والمحتاجين والمعدمين أوقفوا معهم ومع الوطن حتى يحبونكم ويحبون الوطن ويصبرون على محنته .. أيها المسئولين أيها القادة يا أصحاب النفوذ ارحمونا وارحموا الوطن المغلوب واعملوا بضمير وأمانة وإخلاص علَّموا الشعب حب الوطن من خلال ما تقدموه وما تتنازلون عنه من النثريات والاعتمادات والرفاهيات والسفريات إكراماً لهم وللوطن حينها سيصطفون إلى جنبكم ويقولون سمعاً وطاعة فهم ( أرق قلوبا والين أفئدة ) ..

أما أنا وبكل ثقة حبي لوطني يزداد مع كل نفس أتنفسه ومع كل خفقة ينبض بها قلبي .. حبي لوطني تملكني استوطنني احتلني جرا في شراييني مع كل قطرة دم وخالط تكويني في كل ذرة لحم ومفرق عظم أهيم بحبه حد السكر وليتني لا أفيق .. فاقسم صادقاً أني لا احتاج احد يعلمني ذلك وشعاري دائماً ( وسيبقى نبض قلبي يمنيا ) وأمثالي كثييييييييير .. ودمتم ..