الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٥ مساءً

مصر : وطن في خطر

عباس الضالعي
الأحد ، ٢٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
الصدمة التي سببتها نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي أفضت إلى جولة ثانية من الانتخابات بين محمد مرسي من قوى الثورة وبين شفيق مبارك من أعداء الثورة ووجه للنظام السابق ، الانتخابات تعد الأولى في المشاركة والمنافسة والنزاهة كما يبدو ، إلا أن لوبي النظام السابق وأدواته وأمواله دفعت بقوة لوصول شفيق مبارك إلى ما وصل إليه في المركز الثاني ، ما حسبه البعض انه تراجع لقوى الثورة المصرية ، وهي بالفعل لعدم وجود تنسيق بين القوى التي خاضت عملية الانتخابات ، ونتيجة وجود أكثر من مرشح رئاسي قوي بعثر أصوات الناخبين الثورية وسهل الفرصة لصعود رمز النظام السابق شفيق .

الثورة في خطر إلى الآن إذا لم يتدارك مخططي السياسة الثورية وقواها وخاصة الإسلامية والقومية ، والواقع الموجود حاليا يفرض عليهم توحيد قواهم وتركيزهم على فوز مرسي كخيار لا يقبل المناورة وإلا سيسجلوا تراجعا وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير 2011م اليوم الذي توج أعظم ثورة سلمية في التاريخ وأزاح اعتي طغاة الأرض

المصريون قلقون وقلقنا معهم اكبر لما لمصر من رمزية ودلالة عند كل العرب ، الإسلاميين في مصر كان بوسعهم تدارك الأمر مسبقا لو أنهم سحبوا بعض المرشحين من المنافسة وتوجيه جماهير الناخبين للتصويت لشخصية واحدة بدلا من بعثرة الأصوات وتشتيتها بين ثلاثة من المرشحين الأقوياء ( مرسي ، ابو الفتوح ، العوا ) إضافة إلى القطب القومي حمدين صباحي ، كل هذا التنافس أدى إلى تقدم الفلول الى المركز الثاني

يبقى أمام المصريون وثوار مصر وقواها الوطنية خطوة وهم على المحك إما نصر للثورة وإما عودة للنظام السابق وستحسب انتكاسة كبيرة للقوى الثورية وخاصة الإسلامية والقومية ، وحسب متابعتي للأحداث في مصر جميع قوى الثورة مجمعة على ان هناك خطر يجب وقفه ، ومجمعين على أن هناك لوبي محلي ودولي يريد العودة بالنظام السابق لسدة الحكم وهذا ما يجعلهم – قوى الثورة - أكثر إصرارا على توحيد صفوفهم لمواجهة هذا الخطر

يكفيهم النكسة التي أصيبوا بها في المرحلة الأولى من الانتخابات ، هذه النكسة كانت لو تحققت ستنعكس سلبا على كل دول وثورات الربيع العربي وتصيبها بخيبة أمل وان كان لكل قطر خصوصيته ، مصر الثورة تقف على عتبه فاصلة اما النصر أو الهزيمة وهذا متوقف على فهمهم للمرحلة وخطورتها ، وبالتأكيد أنهم جاهزون ومستعدون لتحقيق النصر فلا مستحيل أمام القوة ، والقوة المطلوبة هي قوة الإرادة والتصميم نحو النصر وقد أطلقت مبادرة لخوض المرحلة الثانية تحت شعار " وطن في خطر " وهو كذلك إن لم تتوحد الجهود والإرادات ... والعاقبة لأحرار مصر الثورة