الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٢ صباحاً

شهداء السبعين وعيد ميلاد الزعيم

حمير أحمد السنيدار
الاثنين ، ٢٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
منذ عدة أسابيع قررت أن أصطحب أسرتي للعشاء إلى أحد المطاعم القريبة من ميدان السبعين, وياله من قرار كلفني الكثير من أعصابي ليس بسبب قيمة الفاتورة ولكن لأنني عانيت الأمرين في طريقي حيث كان الإزدحام غير طبيعي ولايطاق وأكثر ما أثار غضبي هو التعسف الصارم من ضباط وجنود الأمن والجيش في طرد وإبعاد كل من يقترب من ميدان السبعين وكأنه يشهد حينها حدث جلل وعظيم, وبالفعل إكتشفنا نحن المودفين في تلك الليلة أن هذه الحشود العسكرية المريبة وهذه المصفحات والكتائب المسلحة والتي تحمل عيون كلها صرامة وشراسة مستعدة لإفتراس كل عدو قد يقترب منها, إكتشفنا أن كل ذلك كان لحماية حفل إكتشاف عيد ميلاد الزعيم!

ما أعاد إلى ذهني ذكرى تلك الليلة العصيبة ما رأيته من مشاهد مروعه أبكت القلوب قبل العيون للجثث والأعضاء الملقاة لعشرات الجنود في مجزرة السبعين أثناء إستعدادهم لحفل عيد الوحدة, , أكثر من تسعين إنسان يمني مسلم تم تمزيقهم وقتلهم في الحادث, أعلم بالطبع أنها ليست معلومة جديدة ولكنني أردت أن أعيد إلى أذهننا هول المجزرة والتي لا يجب أن ننساها مهما مر الزمان تماماً كما نسينا مجزرة دوفس التي راح ضحيتها قرابة 150 نفس مسلمة دون أن نسمع أية إجراءات عقابية أو حتى تحقيق مع من تسببوا في هذه المجزرة البشعة ولا حول ولاقوة إلا بالله, وهنا أستطرد بأن أدعو قيادة الدولة بأن تخلد ذكرى شهداء عيد الوحدة بأن يتم تسمية ما يسمى بجامع الرئيس بجامع شهداء السبعين.

إن أكثر ما يثير التساؤل وأيضاً الغيظ هو أنه لو كان هناك الإستعداد والجدية من قبل قيادات الأمن اليمني بكافة فصائلة في حماية إخوانهم الضباط والمجندين المتدربين على عرض عيد الوحدة بنفس أو لنقل بنصف القدر الذي كان أثناء حفل عيد الميلاد هل كانت ستحدث هذه المجزرة المروعة مع يقيننا وتسليمنا بقدر الله تعالى , إنه للأسف الشديد يتضح لنا من هذه الحادثة وسابقاتها أن هناك إستهتار متعمد لدماء بسطاء هذا الشعب المسكين بالذات فئة العسكر والمجندين فهؤلاء هم الوقود الذي يحرقه ويستخدمه القادة للحصول على مصالح شخصية وسياسية أنانية دون أدنى وازع ديني أو إنساني لدماء الأبرياء من المجندين وغيرهم, فلم يعد المجند اليمني أداة للدفاع عن أمن وطنه وحماية حدوده وإخوانه المواطنين بل أصبح يعامل كأداة رخيصة لنزوات قائده في إبتزاز خصومه ونهب الأراضي والإستيلاء على ممتلكات الغير ظلماً وعدوانا وإستخدامه في أعمال دونية كبواب أوخادم لإحتفالاته وأعياد ميلاده.