الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٥ صباحاً

جنة السبعين

مروان سعيد طاهر
الاثنين ، ٢٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
المجزرة التي حدثت في ميدان السبعين الاسبوع الماضي و التي راح ضحيتها ما يقارب 100 شهيد و مئات الجرحي من اخواننا منتسبي الامن المركزي تعتبر من افضع ما قد يصدر من فعل بشري لانسان تجاه اخيه الانسان. لا يستطيع العقل البشري ادراك دوافع الرغبة في قتل اكبر ممكن من البشر و لا يستطيع العقل البشري ايضا تصور شعور منفذ الجريمة و من خلفه تجاه المغدورين الشهداء. هناك حتما خللا انسانيا فيهم يجعل تصنيفهم كبشر بكل مزايا البشرية لا تنطبق عليهم، هم ربما ادنى بكثير من تصنيفهم كمخلوقات بذر اللة فيها شيئا من رحمته و فطراللة فيها نفحا من وداده.

تمزقنا اشلاء و نحن نشاهد اشلاء اخواننا الجنود الابرياء متناثرة، تبعثرت كلماتنا و مشاعرنا بين سخط مما حدث و خوف مما سيحدث و شاطرنا اهالي الضحايا حزنا و دموع، لماذا؟ بكل بساطة لانها الفطرة الانسانية. نحن كشباب شعرنا بغصة مريعة لاجل شهدائنا الابرارالشباب، لاننا تخيلناهم و هم يكدحون و يعانون للحصول على وضيفة و شعرنا بهم مبتهجين سعداء وهم مقبولين كجنود و حسينا بهم في التدريب يفخرون بانتمائهم لدينهم و عروبتهم و بلدهم و هم يضربون الارض عزه رافعي الرؤوس من اجل اليمن. كانوا لحظتها كتلة من طموح و اباء و حب و احلام، كانوا تجسيد لشعور صادق في الذود عن اللة و عن البلد و عنا من اي اخطار، كانوا يسموهم مستجدين لكنهم كانوا شامخين بشجاعة المواجه لا جبن الغادر. ثم فجأة يأتي من خلفهم الموت و يغدر بأحلامهم و احلام اسرهم و احلامنا معهم، لقد اغتيلت بعض من احلام شباب اليمن معهم، فقد كانت فاجعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

نقول للقاعدة و للقتله من امثالها لقد فضح اللة اجرامكم امام الملاء. لقد كشف تزوير ادعائكم بنصرته، فلا ينصر اللة العادل عبد ظالم و لا ينصر اللة الخالق مخلوق ضال يقتل خلقه و لا ينصر اللة الحق مجرم متعطش لازهاق ارواح عباده بالباطل و لا ينصر اللة الرحمن من يهز عرشه بقتل المسلمين و المسالمين. فأنتم اليوم مذمومين و محصورين بغضب اللة و سخط الناس و ستضلوا محاصرين منبوذين في الدنيا و سيزيدكم اللة مثله اكثر في الاخرة... اما شهدائنا فنحسبهم الان في جنان يمرحون لا يملون جنان اوسع من جنة السبعين.