السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً

رسائل في ذكرى محرقة تعز

عباس الضالعي
الثلاثاء ، ٢٩ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
الرسالة الأولى : للقائمين على الجريمة :
إدراكا منكم أن تعز هي من أطلق شرارة الثورة الأولى ضد نظام وحكم العائلة الفاسد ، فقررتم عقابها بشكل لم يفكر فيه أي طاغية في العصر الحالي وربما الذي سبقه ، تحت وهم وخدعة إطفاء وهج الثورة ، فكان لكم الحريق وحرقت فعلا خيام الشباب ودمرت ساحتهم وكل ما يتصل بها من مستشفيات ومكاتب إعلامية ومرافق أخرى بيقين مسبق أن هذا الحريق سيحرق الإرادة في النفوس .

تحقق الجرم المادي ( واستشهد عدد من الشباب متفحمين وجرح العشرات ) لكن لم يتحقق ما تهدفون اليه وهو حرق العزيمة وقتل الإرادة في نفوس الثائرين ، نسيتم أيها الأغبياء أن الإرادة لا تحرق ولا تهزم ولن تحت كل مؤثرات القوة والجبروت ، بل كان حريق الساحة كالشحنة القوية التي مدت الثائرين وازدادوا قوة وصبرا ، وكان النصر حليف الأقوياء والهزيمة والخزي للفاعلين الأغبياء الذين لم يتفكروا في نواميس الحياة وقوانين الإرادة

انتصرت تعز وانتصرت ثورتها ومشروعها فتعز ليست مجرد مساحة جغرافية وإنما مشروع متكامل يتواجد على كل الأرض اليمنية ولتعز وأبنائها بصمات التواجد للفعل الثوري في جميع ساحات اليمن

الرسالة الثانية : لأهالي الشهداء والجرحى
أيها المناضلون الطيبون نعرف أنكم قدمتم اغلي ما عندكم وهم فلذات أكبادكم وخيرة شبابكم ، عليكم ان تجمعوا كلمتكم وتتوجهوا إلى كل مؤسسات العدالة الدولية في الداخل والخارج ومعكم كثير من المنظمات ورجال القانون والحقوقيون ، لتقديم القضية إلى هيئات العدالة لكي تصلوا إلى المجرمين جميعا المخططين والمدبرين والممولين والمنفذين
فلا تتقاعسوا ولا تملوا ويد العدالة حتما آتية فهذه لعنة وجريمة سابقة بنوعها وحجمها وستلاقون دعم الكثيرين ، رتبوا كل ملفاتكم ووثائقكم والعدالة حليفكم إنشاء الله .

الرسالة الثالثة : إلى الرئيس هادي وحكومة الوفاق :
تذكر يا سيادة الرئيس انك أتيت إلينا من رحم الطاغية وكنت احد زبانيته ورجله الثاني فأنت شريك الطاغية والظالم والفاسد والجبروت الهالك المخلوع علي صالح ، لكن الحكمة اليمانية حملتك إلينا على سلم الثورة ولولاها – الثورة – ما وصلت الى هذا ، فأنت الراعي والمؤتمن شرعا وقانونا ، وأنت من يحقق لنا العدل قبل غيرك ، وعدلك اليوم عنا غائب ، فلم تكلف نفسك يوما ان زرت ساحة من ساحاتنا ولم تدين أي جريمة او مجزرة من التي ارتكبها زعيمك السابق فسكوتك كسكوت الظالمين وذبحنا تحت سمعك وبصرك فالمعقول انك شريك بالجرم ولو بالإنابة !!

واليوم مر عام على إحراق ساحة حريتنا في تعز ورمز ثورتنا ومن خلالها كانت البركة لك ولنا الدمار ، نراك تعمل تحت مؤثرات المخلوع ، والظلم جاثم على صدورنا وعلى البلد ، فالمخلوع منح الحصانة واليوم يعاقبنا بها ، وبكل جرأة يتقدم إلى المحاكم والنيابات والأجهزة العدلية للمطالبة بإلحاق الجزاء فيمن ارتكب حادثة النهدين الذي كان – ولا يزال – تحت سيطرة أجهزته الأمنية والعائلية ولم تستطيع دخوله أنت إلا بعد شق الأنفس فالعملية مدبرة وأنت تعلم التفاصيل

اليوم يتجرأ وبوقاحة ويطالب تحقيق العدالة والاقتصاص لمن قتلونا وحرقونا في تعز وصنعاء وعدن واب وذمار والحديدة وحضرموت وشبوة والضالع وحجة وكل مدينة يمنية ، على اعتبار ان قضيته عادلة وقضيتنا هامشية ، نقول لك أن هذا تمييزا واستهتارا بدمائنا وشهدائنا وان هذا الأسلوب كان يتبعه المخلوع في تصنيف القضايا والجرائم ، وأنت اليوم مسئولا عنا جميعا فلماذا لا نسمع لك صوتا في توجيه المحاكم والنيابات للتحقيق في جريمة محرقة ساحة تعز وباقي ساحات الجمهورية

الجريمة واحدة في مفهوم كل القوانين الا عندك ومن هلك من قبلك فالجريمة مرتبطة بنوع وموطن ومكانة المجرم ، نأمل منك أن تساوي بيننا وللعدالة كلمتها ، لكن ان يتميز المجرمون فيما بينهم فهذه خطيئة وجرم كبير

مجرمون حرق ساحة تعز يتمتعون بكل الحرية بل بعضهم لا زال يمارس الجريمة وبعضهم تم تكريمه وترفيعه وبعضهم حصل على امتياز للحصول على درجة علمية اكبر وهذا كله لا يتفق وابسط الحقوق

وحكومة الوفاق وخاصة رئيسها الرجل الوطني محمد باسندوة الذي جاء إلى تعز وحيا فينا بطولتنا وأدان جريمة حريق الساحة لكنه لم يكون على درجة من الاستقلالية في اتخاذ قرار بملاحقة المجرمين لأنه مكبل بسلطتك وتوجيهاتك ومساعيه أصبحت تقلقك فخامة الرئيس رغم انه الأجدر باتخاذ قرار فهو الرجل النظيف ولا يخاف من ردة الفعل العفاشية كما هو أنت يا رئيسنا الموقر

الواجب على الحكومة أن تبادر باتخاذ قرار نحو العدالة ويلاحق المجرمين ، نأمل ان نرى موقفا من هذا

اخيرا ما جرى لتعز وساحتها وشبابها من حرق مع سبق الاصرار والترصد جريمة نوعية وبدعة في الجرم واسلوب جديد على مناهج طغاة العالم ، تحرك لها الضمير العالمي والمؤسسات الحقوقية والانسانية ، ولم يتحرك لها ضمير القضاء اليمني وقضاة اليمن ، وهذا عمل يساعد المجرم على ممارسة جريمة اكبر
عاشت تعز وانتصرت ثورتها وهلك المجرمون بجريمتهم خزيا وعارا واخلاقا ،،،، والعاقبة بيد الرئيس هادي