السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠١ صباحاً

رسالة أبراج الكهرباء إلى معالي رئيس الوزراء !

د . أشرف الكبسي
الجمعة ، ٠١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
دولة السيد رئيس الوزراء... على الرغم من كوننا مجرد أبراجاً حديدية تحمل اسلاك الكهرباء المعدنية ، إلا أن حجم المعاناة ومرارة الواقع الذي يعيشه شعبكم ، استحضرت دمعنا واستنطقت كلماتنا ، فكتبنا رسالتنا هذه إليكم ، وكلنا أمل أن تصلكم وأنتم تهتمون لأمر التيار الكهربائي قدر اهتمامكم بالتيار السياسي ، فإن كان الثاني ينتظر الحوار وفقاً لمبادرة الجوار، فإن الأول مرهون بمسئوليتكم في حسم القرار..!

لعل معاليكم تتسائلون عن الاسباب التي جعلتنا نوجه رسالتنا هذه إليكم دون سواكم ، وجوابنا على ذلك أنكم - وبرغم كل شيء - راع مسئول عن رعيته ، فكيف لنا أن نخاطب مسئولاً أو سفيراً أجنبياً في شأن داخلي ، يمثل وجهاً من أوجه السيادة الوطنية ، التي نحرص عليها كما انتم تحرصون..!

إننا – وسائر صحبنا من الابراج في مأرب – وبعد وقوفنا على هذه الارض الطاهرة لسنوات طويلة ، نشعر بالإنتماء لهذا الوطن واهله اكثر من انتماء بعض افراده إليه ، ولما كنا نتحمل مسئولياتنا في ايصال التيار وإنارة ارجاء الديار ، كان لزاماً علينا إخلاء مسئوليتنا الأخلاقية عن انقطاع الكهرباء مراراً ومعاناة البشر تكراراً ، وإصدار بيان نؤكد فيه أن السبب وراء ذلك كله ، ليس عيباً فنياً أو خلاً تقنياً في ادائنا لمهامنا ، ولكنه عيباً بشرياً وخللاً إنسانياً أصاب عقول وضمائر بعض بني جلدتكم ، فلم تعد تجدي في ثنيهم عن غيهم ابلغ العبارات وافصح الخطابات وسيل من الدمعات ، وصار لزاماً عليكم حمايتنا من هجماتهم العبثية ونزواتهم الإبتزازية الغبية ، فإن لم تتمكنوا من ذلك توجب عليكم مخاطبتنا ومخاطبة شعبكم بصدق وأمانة ، فلا يكفي وانتم القائمون على الأمر أن تلعنوا الظلام ، ولكن عليكم أن توقفوا مسببات ذلك الظلام ..!

دولة رئيس الوزراء ... إننا وإن كنا من الجمادات ، نعرف أن رب السماء ينهاكم عن قطع شجرة في الحرب مع الأعداء ، فما بالكم بمن يقطع النور والرزق عن ملايين البشر ، ويهدد حياة الابرياء في مستشفيات الريف والحضر ، ألا ينبغي أن يكون عبرة لمن يعتبر...! كما أننا نتسائل وأنتم على اعتاب حواركم الوطني : هل سيجري الحوار على اضواء الشموع ! أم انكم ستنقلون طاولة الحوار إلى دولة اجنبية حيث الضياء والنور ! وهل سيكون حالكم عندها حال من أضاع شيئاً في شارع مظلم ويبحث عنه في شارع آخر مجاور ومضيء !؟

ختاماً ... تقبلوا فائق تمنياتنا بعاجل الفرج لشعبكم الابي الصابر، وبلغوا عنا قولنا لمن لايزال يوجه ويخطط وينفذ عمليات إغراق الناس في ظلمة الإنطفاء الجائر ، أن ابراج الكهرباء التي تستهدفونها ممتلكات وطنية حرة ، لاتنتمي إلى الأحزاب السياسية ، ولا تؤمن بالعصبية والطائفية ، وأنها صارت تخجل منكم ، أفلا تخجلون...!