السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٨ مساءً

حميد " الناس "

نصر طه مصطفى
الجمعة ، ٠١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٣١ مساءً
إثنا عشر عاما مرت كالبرق منذ صدور العدد الأول من صحيفة (الناس) في 29 مايو 2000م على يد الحبيب الراحل حميد شحرة، ورغم مرور ست سنوات على رحيل حميد إلا أن مأثرته الرائعة استمرت وصمدت بفضل محبيه وتقديرهم لجهوده وحرصهم على مواصلة مسيرته..

لقد سبق حميد عصره وكان مستعجلا على إنجاز الكثير وكأنه كان يشعر أنه لن يعيش طويلا.. لم يغب عنا حميد إلا وقد انتهى من التعاقد على خدمة (ناس موبايل).. وكنت قد تنازلت له عن ملكية مجلة نوافذ بناء على طلبه ليواصل إصدارها وبالفعل أصدر منها عدة أعداد.. وعمل على امتلاك مطبعة خاصة ليحول (الناس) إلى صحيفة يومية لكنه لم ير مطبعته التي وصلت عقب رحيله.. وكان قد بدأ بالتفكير في فضائية (الناس) لأنه أدرك مبكرا أن الزمن زمن الفضائيات التي تختصر الكثير وتصل إلى القلوب والعقول بأكبر سرعة ممكنة.. هذا هو حميد فارس الإعلام والصحافة الذي لم تمهله الأقدار ليعيش معنا مرحلة الثورة الشعبية والتغيير والتي كان سيكون في مقدمتها وصدارتها إن أطال الله عمره..

رغم فقدي الشخصي لمن كان يحلو له دوما أن يدعوني (يا أبتي) ولا يفوته أن يستشيرني في كل فكرة تخطر بباله خاصة بعمله أو شخصه كانت أو عامة.. رغم كل ذلك إلا أن استمرار صحيفة الناس بل واستمرارها ناجحة متألقة كما أرادها مؤسسها وأحبها هو ما يخفف عنا فقده وغيابه في هذه الأوقات الحرجة.. لذلك فالتحية مستحقة لكل الزملاء الأعزاء الذين تولوا إدارة ورئاسة تحرير الصحيفة طوال السنوات الست الماضية وحافظوا على تألقها ونجاحها.. ويبقى علينا جميعا نحن محبي حميد ومحبي صحيفة الناس أن نعمل على إخراج أفكاره التي سعى لها ولم يتمكن من تنفيذها إلى الواقع وجعلها قيد التنفيذ.. وهذا سيحتاج إرادة قوية ومساندة من كل محبي فقيدنا الحبيب الذي ما نسيناه ولن ننساه أبدا.