الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ مساءً

لو تكلمت الحديدة

أحمد غراب
الأحد ، ٠٣ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
أنا الحُديدة - نعم الحَديدة، الأكثر جوعاً وكثافة سكانية الأكثر إنتاجاً زراعياً وسمكياً، أنا الجمل المحمل زبيب ومأكله سنف.

أنا المزارع الذي أضطر لبيع أرضه لنافذ, والعمل عنده أجيراً بـ 400 ريال في اليوم.

أنا المتشرد على الأرصفة الباحث عن قطعة كرتون أنام عليها وآلاف المعادات من الأراضي تقاسمها (التتار).

أنا المشتعل في جحيم الحر الباحث عن برد الكهرباء.

أنا من يحترق في لهيب الظلام أكثر من 12 ساعة يومياً.

أنا المستضعفون الذين يتم تهجيرهم من قراهم ظلماً وعدواناً.

أنا الأراضي التي تقاسمها من أدعوا أنهم حاموها مع حراميها.

أنا باجل التي لا تمر دقيقة إلاّ وتسمع عنها خبراً عاجلاً عن مرض أو ظلم أو باطل من البواطل.

أنا رأس الكثيب الذي صار كئيباً ، وأنا عروس البحر التي ترملت.

أنا زبيد مدينة العلماء التي عبث بتاريخها الجهلاء.

زبيد التي نهب أوقافها من لا يخافون رب السماء.

أنا المساجد التي تئن من العبث بأوقافها وإيجاراتها البخسة.

أنا منبر العود الهندي الذي تم تحطيمه واستبداله بقطع من الخشب الباهت.

أنا النقوش الأثرية التي طالتها أيادي العبث وغطتها بطبقات الإسمنت.

أنا الزكاة التي لم تصرف في مواردها وحالات الضمان التي ذهبت لمتيسرين أو لمجهولين بأسماء متوفاة.

أنا مرضى الكلى الذين يلفظون أنفاسهم وهم ينتظرهم دورهم لغسيل الكلى.

أنا ضحايا الملاريا وحمى الضنك والمكرفس.

أنا القانون الذي لا يطبق إلا على الضعفاء والبسطاء ويتجنب النافذين والأعفاط.

أنا ضحية قانون الغاب وتآمر النفوذ مع السلطة الفاسدة والإدارة المحلية العاجزة.

أنا التعليم الهش والمهمش والكوادر التعليمية التي تم تحويلها إلى أعمال إدارية.

أنا الوثائق الرسمية التي تثبت ملكيتي لأرض اغتصبت مني بقوة السلاح

وضياع القانون.

أنا الآدمي الذي ولدتني أمي حراً فأراد أن يستعبدني طفاح وأمثاله.

أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.