الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً

تأبـُّـط شـــراً وســلمه لهــادي

عبدالمجيد ناصر علي
الأحد ، ٠٣ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
لقد وضح اجتماع هيئة علماء اليمن بالرئيس هادي, العديد من النقاط التي كانت خافية ومستترة على البعض, فلم يكن اجتماعهم به لغرض النصح والمشورة كما هو معلن, بل كان لشعورهم بأنهم فقدوا زمام السيطرة على الثورة اليمنية والتي أفضت إلى مؤتمر حوار وطني لا حول لهم فيه ولا قوة, لانه سيناقش ويقر نظام الحكم وشكل الدولة السياسي والقضية الجنوبية والحوثية والدستور المدني ..الخ وقد اتفق جميع الأطراف على انه لا سقف ولا خطوط حمراء للحوار فيه, فكل شيئ مباح !!

لذلك ارادوا ان يستبقوا مؤتمر الحوار الوطني بوضع الشروط والخطوط الحمراء والأسقف على المؤتمرين حتى يضل الجميع تحت مظلتهم الإسلامية.

فتقدم كبيرهم وتأبـط شـراً وسلمه للرئيس هادي وتضمن العديد من الشروط وطالبوه بوضع جدول زمني لتحقيقها والتعهد بتنفيذها, خارج إطار مؤتمر الحوار الوطني, وكان يجب ان يقدموا طلباتهم ومشروعهم ان كان لديهم مشروع الى مؤتمر الحوار ولجنة التواصل وليس الى هادي لان هذا يعد التفاف على مؤتمر الحوار وعلى المبادرة الخليجية واليتها المزمنة وانقلاب على الوفاق الوطني ومحاولة بائسة ويائسة لـوأد الثورة وسرقتها بأسم الدين .

فطلبوا من هادي تطبيق الشريعة الإسلامية وجعل السيادة العليا لشرع الله(أي لهم), وذلك حفاظاً على بيضة الزنداني (أي دولة الخلافة الوهابية الثيوقراطية) التي ينشدها, وطالبوا أن يكونوا مرجعية (فوق الدولة والدستور والقانون) وسيقفون إلى جانب الرئيس ما تمسك بكتاب الله ( أي ما تمسك بمطالبهم وحقق دولتهم !)

كذلك طالبوا بعدم جعل الشريعة الاسلامية محل تصويت في مجلس النواب, لايمانهم بانها ثوابت دينية لانقاش فيها, لذلك هم يكفرون مجلس النواب ويعتبرون التصويت فيه من اعمال الكفر, فهم يؤمنون بالشورى الاسلامية وليس البرلمانية! وهذا انقلاب واضح وصريح على جميع الاتفاقات والقوانين والثوابت الوطنية والديمقراطية التعددية وعلى المبادرة الخليجية وآليتها.

ومطلبهم بانعقاد مؤتمر حوار وطني تحت سقف الشريعه الاسلامية (أي تحت سقفهم) ذلك لانهم لايقبلون شريعة غيرهم الاسلامية! وبالتالي لايحق لاي كان المطالبة بالدولة المدنية لأنها تتعارض مع سقف شريعتهم الاسلامية, ولايحق للحوثيين المطالبة بخصوصية ثقافتهم وشرعية قضيتهم لأنها تتعارض مع سقف شريعتهم الاسلامية, ولا يحق للجنوبيين حل قضيتهم تحت اي سقف لأنها تتعارض مع سقفهم الذي وضعوه منذ94, ولا يحق لأي من العباد اي حق, فهم الحق وهم الصواب وهم الربانيين!! الذين لم يخلق مثلهم في البـــلاد.

وطلبهم بعدم نشر الفتنة والإغراء في وسائل الاعلام, فكأنهم ارادوا إستلام وزارة الاعلام بعد ان سقطت من ايدي النظام السابق وهناك توجه لإلغائها, وهذا مطلب قديم يتكرر دائما في جميع ادبياتهم وفتاواهم, فهم يريدونها وزارة اعلام اسلامية (ابيض واسود).

ثم ناقض الشيخ تأبط , نفسه بنفسه فقد أباح الانتهاك السعودي للأراضي اليمنية لضرب الحوثيين وهذا حسب قولة (تعاون بين الأمم وهو أمر ممدوح) وعارض ضرب أمريكا للإرهابيين, الذين وصفهم بمن يدافع عن الإسلام والقرآن والنبي ومن يدافع عن وطنه ويتمسك بدينه ؟! لذلك استنكر نزيف الدم في صعدة و حجة وأبين ولم يستنكر قط أو يذكر أو يشير إلى مذبحة السبعين؟!

ولم يكتفوا بذلك بل ان الشيخ الطاعن في الجبتِ عاد ليفتي , فبعد ان اشعل لهيب الحرب بفتواه في 94م , عاد ليشعل لهيب الفتنة الانفصالية بفتوى تجعل الوحدة فريضة شرعية وهذا يتعارض مع اتفاق الاطراف حول (حل القضية الجنوبية دون شروط مسبقة) وقبل ذلك أشعل لهيب الفتنة ضد الحوثيين بادعاءه انهم يقذفون ام المؤمنين عائشة بالزنا! وقام النائب العام مؤخراً بالتحقيق معه, الم يعلم ان من يكثر من أشعال اللهب, يكنى بها.

ثم أعلن الشيخ تأبط , انقلاباً على لجنة (العلماء المرجعية للنصح والمشورة) والمشكلة بالقرار الجمهوري رقم 16 لسنة 2010م, و تنص المادة الثانية منه إن تعيين أعضاء اللجنة يتم بقرار جمهوري من رئيس الجمهورية, فانقلب (تأبـط) على هذه اللجنة وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية انقلاباً سافراً وشكل لجنة للنصح والمشورة من أربعة أعضاء من الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وكلفهم بالتواصل مع الرئيس؟!!

لقد تأبطوا شراً لليمن ولليمنيين كافة, ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين, لقد تواطؤا مع النظام السابق الفاسد على مدى 33عام وتواطؤا معه في حرب94م, ثم تواطؤا في تعديل وتحريف دستور دولة الوحدة, وتواطؤا في تشريع وتقنين الفساد للنظام السابق, فكانوا أداة النظام للقمع والاستبداد, والآن يحاولون أن يتنكروا لماضيهم الأسود ويظهروا بعباءة الدين والتقوى, لكن المواطن البسيط يدرك تاريخهم السيئ ومدى تواطئهم وسيبصقهم من حياته ومستقبله,

وأخيراً فان هذا يعد انقلاباً على تحالف أحزاب اللقاء المشترك من قبل عمائم الإصلاح الذين افسدوا في البلاد, فاما أن يتبرأ حزب الإصلاح من أعمالهم وانتهاكاتهم المستمرة أو ليصمت, وهي علامة الرضا !