الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٨ مساءً

يا شيخ حميد نقدر تضحياتك... ولكن ما نشر يسيء لأخلاقك!!

د. علي مهيوب العسلي
الاثنين ، ٠٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:١٦ صباحاً
لقد كان الشيخ حميد من أوائل من قارعوا الأسرة الحاكمة وممن تصدوا للتوريث قبل الثورة الشبابية الشعبية وأثنائها ونحسبه انه مازال حتى هذه اللحظة كذلك!

لقد شاهدنا جميعا ما جرى ويجري في مصر العروبة من انتخابات وتداعياتها وتعرّفنا جميعا على تفكير الأخوان المسلمون ،وما يَعدِون به وما ينفذونه على الأرض ،ولا ادري كيف أخاطب الشيخ حميد الأحمر ؟ هل أخاطبه كعضو في الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح) وفي هذه الحالة عليه أن يستمع ويتحمل لنقدنا مهما كان قسوة النقد !

أم أخاطبه كشخصية اجتماعية وكشيخ قبلي ؟ وفي هذه الحالة سأعاتبه واستوضحه على ما نشر على لسانه في صحيفة نيورك تايمز المسيئة فعلا للعرف القبلي وأخلاقيات القبيلة وتتقاطع كليا مع مميزات الشخصية الاجتماعية الجامعة لكل الطيف اليمني!

وفي اعتقادي أن الشيخ حميد يتميز بأنه شيخ قبلي وشخصية اجتماعية ورجل سياسي وتجاري ملتزم للتجمع اليمني للإصلاح وهذا يُحسب له ولا غبار في ذلك على الإطلاق ،وهذا يدل أيضاً على انه شخص ذكي يتمتع بالمسئولية والحصافة ولا يمكن أن يصدر منه ما يسيء لأخلاق وعادات مجتمعنا التي نعتز بها جميعا!

دعوني ابدأ في كون الشيخ حميد سياسي وطالما والأمر كذلك فانه في لغة السياسة وممارستها قد يغلط المرء ويكيل اتهاما هنا وهناك خدمة للحزب الذي ينتمي إليه وتوظيفا سيئاً في معظم الأحوال وبخاصة في اليمن التي تعتبر السياسة فقط مناكفة ومكابرة ومكارحة وجدال عقيم لم تنتج لنا طوال الوقت الذي تعرّفنا فيه على السياسيين والسياسة اليمنية إلا هذا المنتوج منتهي الصلاحية!

نتقل برهةً إلى التجمع اليمني الذي ينتمي إليه الشيخ حميد ونحاول أن ننبه ليعتبر هذا التجمع مما جرى في مصر الشقيقة وننصحه كي لا يفقد شعبيته كما يجري هناك ، وعليه أن يراجع سياساته وان يربط الأقوال بالأفعال ،لأنه في تصوري هناك فخ كبير لإيقاع الإسلاميين في كل ثورات الربيع العربي فعليهم أن يدركوا ذلك وهذا من باب النصح والحب ليس أكثر . ربما قد يلمس القارئ الكريم هذا التداخل وعدم الترابط في المقال وأنا شخصيا اقر بذلك ليس عجزا أن تكتب في قضية معينة وتعطيها حقها ولكن للتعقيدات والظروف المحيطة بالمشهد السياسي العام والخاص ، ونظرا لانعدام المعلومات وعدم وجود شفافية وصدق في الخطاب الإعلامي وأحيانا في أمانة النقل يجعل المرء يتعامل مع المعلومة بحذر شديد ، فيوقع نفسه في هذه التداخلات.فلو تم الربط بين ما نشرته صحيفة النيورك تايمز ولا أحب أن أخوض في تفاصيله التي نفاها مكتب الشيخ حميد جملة وتفصيلا والذي أعلن مكتبه انه سيقاضي الصحيفة قَضَايِّاً على نشرها كلاما في غاية الحساسية على لسان الشيخ حميد _أقول_ وبين ما يجري على الواقع في ساحة صنعاء تحديداً ، فعقب التصريح المنسوب للشيخ حميد تم قطع تمويل الساحة من الغذاء وخلافه وهنا يقع ال
لبس ويتحوّل الموقف من موقف شخص إلى موقف حزب ويذهب المرء مباشرة إلى تقديم تحليلات من أن التجمع اليمني للإصلاح قد قرر رفع الساحات بهذا الإجراء ،وهنا يوظف ما نسب للشيخ حميد من تصريح على أنه مقدمة مستحقة بعدم تغذية الساحة على اعتبار أن الساحة لم تعد لها داعي طالما والإصلاح قد اخذ ما يريده ،ولو أضفنا إلى ما سبق أن خطاب إعلام الإصلاح كما أراه غير مقبول من وجهة نظري فيما يخص الأحداث والقضايا فمن إبراز السيد رئيس الوزراء كمادة إعلانية في لحظة عاطفية إنسانية في قناة سهيل هذا إن كانت تمثل الإصلاح كما يقال، إلى ما جرى في تعز من تداعيات نقلته وسيلة إعلام ا لإصلاح سهيل أيضا بان محافظ تعز (الذي أعاد للمدينة مدنيتها بغض النظر عن المواقف اتفق عليه من اتفق أو اختلف عليه من اختلف إلا أن الحقيقة تظل ماثلة للعيان ولا ينكرها إلا مكابر) أقال مدير الأمن لأنه رفض قمع الشباب في المسيرات وهذا في اعتقادي أيضا توظيف حزبي ضيق مجتزئ الحقيقة كما هي...وغير ذلك من الخطاب الذي يتوقعه الناس خصوصا وهم مع غيرهم مقبلون على حوار وطني شامل لحل كافة القضايا ولذا على التجمع اليمني للإصلاح وهو المضحي الأول في هذه الثورة أن يحافظ على ما وعد به من انه ي
ريد القضاء على الفساد وليس إنتاج فساد جديد وليس شغوفا بالسلطة ،وإذا به يقصي الآخرين ويدافع على من ينتسب إليه .باختصار المراجعة والتقييم مطلوب والعظة والاعتبار بالآخرين أيضا مطلوب إن أردتم أن نساهم جميعا في بناء الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا!

أما إذا تحدثنا عن الشيخ حميد ،فقد كتبت مرارا على أن القبيلة التي نفتخر في أدوارها المدنية التي تتطلع إليها كما هي الفئات المدنية بل في كثير من الأحيان كانت القبيلة سباقة في التصرف المدني وما جرى للحصبة وتمتع القبيلة بالصبر ونكران الذات من اجل هدف أسمى وهو سلمية الثورة لهو خير دليل ،إضافة إلى موقف شيخ الثورة بكل اقتدار الشيخ صادق الذي لم يتحلحل عن موقفه الذي أعلنه منذ انضمامه وحتى الآن عكس كثير من مواقف القوى الساسية والسياسيين التي تتبدل كما تتبدل أوراق الخريف كل ذلك يجعلني أن أخاطب الشيخ حميد أن يَظهُر إلى الإعلام وبخاصة قناة سهيل التي يفترض أنها مازالت قناة الثورة ويتابعها الجميع وليس قناة الشيخ حميد أو التجمع اليمني للإصلاح هذا إن أراد القائمون عليها أن تظل بجماهيريتها المشهودة حتى الآن ،مطلوب من الشيخ حميد كما قلنا أن يظهر في الإعلام بنفسه وليس مكتبه وان يبين الحقائق كما يراها اعتمادا على شجاعته وجرأته في مثل هذه المواقف المشهود له بها دائما ، وان لا يتعالى بل يجب عليه أن يخاطب الناس بأصالة وأخلاق القبيلة ، لأنه من غير المقبول أن تكون حبوب الرز أعز من دماء الشهداء ومن غير المنطقي أن تهان أعراض الناس باسم
الشيخ حميد وهو يتفرج ويكتفي بالتصريح من خلال مكتبه فقط!
في الأخير وأنا اكتب عن هذا الموضوع ترددت كثيرا في كتابته خوفا من أن تشخصن الثورة ،ولكني قررت الكتابة لان مواقف الشيخ حميد وتضحياته هو وإخوانه تفوق التصورات ، ولأنني أرى في الواقع ترميم بقايا النظام والسعي باستمرار بالإيقاع بالثورة ومكوناتها سواء من خلال الإشاعة أو البلبلة أو النقل غير الآمين للأحاديث فأحببت أن أنبه لمثل هذه الأشياء وعدم الاستهانة بتأثيراتها، لان المستفيد الوحيــــد هـــــم بقـــــــايا العائلة .ارجوا أن تكون الرسالة قد وصلت مع كل الاحترام لكل مكونات الثورة دون استثناء والثورة مستمرة مهما روج المروجون وشوّه المشوِّهون ، وبالدماء المراقة نحن منصفون ومنتصرون،وبالجرحى والمعاقين نحن طامحون،وبنضال الحرائر بالدولة المدنية قادمون ،وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون،،،،