السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٩ مساءً

القضية الجنوبية .... وحصار صنعاء

سمير الشرجبي
الاربعاء ، ٠٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً
لا وحدة بدون حرية ...ولا حرية بدون عدالة....ولا عدالة بدون إستعادة الحقوق ومحاسبة القتلة واللصوص والفاسدين.

هذه هي أبسط معايير حل القضية الجنوبية التي أصبحت قضية وطن.

وطن تهيمن عليه القبيلة والعسكر والحرمية.

كنا ومازلنا وحدويون ولكننا لا نقبل الوحدة الظالمة ولا الثورة المنتقمة ولا الانفصال العبثي.

أهدافنا واضحة..حرية الانسان وكرامته...وتنمية الارض وحمايتها.

القضية الجنوبية..هي قضية وطنية بامتياز لان الظلم يسود اليمن كله من أقصاه الى اقصاه..فقر..حرمان..إستبداد..هيمنة..فساد..غياب العدالة والتنمية ..كلها أمراض نعيشها جميعاً واللص واحد...القاتل واحد...العبثي واحد...السبب واحد.

يجب ان نقف مع القضية الجنوبية لان حلها يعني حل قضية وطن باكمله.

لا وحدة بدون تنمية وعدالة إجتماعية وكرامة إنسانية,وهذه كلها لن تتحق وعاصمتنا كقلعة تحيط بها الجبال من كل ناحية ويتمترس فوقها العسكر والدبابات والصواريخ...هذه ليست عاصمة بل سجن كبير عشناه طوال عقود طويلة ومازلنا.

عشنا في سجن دون ان نعرف انه سجن حقيقي بل عانينا منه ومازلنا نعاني لان السلاح فيها مسلط علينا لا على الحدود او الاعداء.

نحن اسرى السجان الجاثم على صدر صنعاء حتى اللحضة ونحن نستجدي منه ان يفك عن خناقنا يديه المطبقتين وتكاد تزهق ارواحنا الواحد بعد اللأخر.

واليوم ثورتنا في حقيقتها وسبب عدم إكتمالها ياتي من خلال فوهات البنادق والصواريخ المسلطة علينا ...ثورتنا اسيرة هذا السجن.

نحن ثوار داخل السجن وهكذا هي الوحدة فقد تم إختطافها وحبست في سجن صنعاء التي تحميه عقلية العسكر الاستئثارية والجزء المظلم من جبروت القبيلة وعفن التكفيريين.

حاصر الملكيين صنعاء 70 يوماً ونحن محاصرون اكثر من 34 عاماً.

ولانها العاصمة فسيبقى سجننا دائماً تتحكم فيه قوى القبيلة المحيطة بالعاصمة السجن والعسكر الذين يصوبون فوهات صواريخهم على رؤوسنا وصدورنا.

وبالمثل فالقضية الجنوبية لن تحل قبل ان تتحول العاصمة الى مدينة خالية من الرصاص وبعيدة عن هيمنة القبيلة ومحررة من الفكر التكفيري الذي يهدد الحرية وتطبيق العدالة والكرامة الانسانية.

لما لا تكون عدن هي تلك العاصمة للدولة التي نريد لوطن ننشده ونحافظ فيه على وحدته؟

ولتبقى صنعاء عاصمة اليمن التاريخية وأهم قلاعها الاثرية الحية .

نقل العاصمة الى عدن هي إحدى اهم خطوات إعادة الاعتبار لعدن التي إقتحمتها مجنزرات صالح وقوى التكفير السياسي والفيد القبلي.

بالاضافة الى ذلك وقبل كل شي..لا حل للقضية الجنوبية قبل ان تعاد كل الاموال المنهوبة والاراضي المسلوبة والحقوق المهدرة لابناء الجنوب.

يجب ان نكون نحن جزاً من الحل لهذه القضية لنعيد إعتباراً لهذا الشعب الوحدوي الاصيل الذي جرت وتجري في دمائه قيم القومية والحرية والكرامة.

يجب ان تداوى جراح كل من تأذى وشرد وحرم من حقوقه جراء ظلم وغطرسة النظام السابق وحلفائه وطمعهم وجشعهم , بل يجب ان تفتح لهم الايادي والقلوب ليكونوا أساس بناء الوطن الذي نريد لانهم اللأمن والاصدق والاكفاء على بناء ما هدمه هولاء اللصوص.

لا وحدة قبل الاعتراف بالخطاء وتصحيح كل الاخطاء التي نجمة عن جريمة إجتياح عدن عام 94 .

وفي الاخير , هناك مناسبات ثلاث إحتفل بها الطغات ونحن نرفضها , 27 أبريل , 21 مايو و 7 يوليو إنها تواريخ شئم ويجب ان تمحى من الذاكرة لا ان نحتفل به.