الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٩ مساءً

سلطة الساحة 2 *

علي جاحز
الاربعاء ، ٠٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٦ مساءً
كل يوم يكتشف ثوار النوايا الحسنة بأن الساحات كانت تحكمها سلطة و تديرها سلطة و تتحكم في قراراتها سلطة و تحاصرها سلطة و تقمعها سلطة .. هي نفسها سلطة النظام.
***
طوال الشهور الماضية كان ثوار " علي محسن و الإصلاح " في الساحات يكشفون جزءا من وجوههم الحقيقية .. ليفاجأ ثوار النوايا الحسنة هذه الأيام أن الساحات كانت تديرها نسخ أخرى من أنصار " صالح " و بلاطجته ..
***
كان أنصار صالح و بلاطجته يهاجمون الشباب في الساحات تحت مبرر الدفاع عن شرعية صالح و يرفعون شعار الصندوق ..
و ماهي إلا شهور لنجد ان ثوار علي محسن و الاصلاح يهاجمون الشباب في الساحة تحت نفس المبرر " شرعية المبادرة و الحل في الصندوق "..
***
كان أنصار صالح و بلاطجته يهاجمون الشباب في الساحات تحت مبرر أن الشباب في الساحات يرفضون دعوات صالح الى الحوار و التسوية .. و اليوم ثوار علي محسن و الاصلاح يهاجمون الشباب لنفس السبب ..
***
كان أنصار صالح يهاجمون الشباب تحت مبرر أن الساحات تزعج السكان و تقطع الطرقات و تقلق الحارات و كانوا يرفعون شعارات ارحلوا من شوارعنا .. و هاهم اليوم " ثوار علي محسن " يهاجمون الشباب تحت نفس الذريعة و يرفعون نفس الشعارات..
***
العقل و المنطق يقول : الذي يرى ان الساحات انتهى دورها .. أو ان الثورة قد نجحت الى هنا .. أو ان التسوية الحاصلة و الواقع الذي فرضته المبادرة هو ما خرج الناس و نصبت الخيام لأجله .. فليخرج من الساحة و ليحترم رؤية الآخرين و خياراتهم و لا ينصب نفسه وصيا على الثورة ..
***
القمع ليس له مبرر و إلا لكان " صالح " يمتلك مبررا اقوى لفعل ذلك .. فالاعتصام و التظاهر حق لا يسقط بمجرد ان تقرر فئة اسقاطه ..
***
لا يمتلك احد حق فرض ما يريده على الآخرين حتى و ان كان نظاما شرعيا .. فما بالك بنظام فاقدا للشرعية كان يفترض ان يسقط فتم ترميمه ..
***
ما الفرق بين استخدام " صالح و جنوده " العنف في وجه المطالب السلمية و بين استخدام " محسن و جنوده " العنف في وجه نفس المطالب .. ؟
***
على " سلطة الساحة " التسليم بأن الذي أعطاهم الحق في الاعتصام و التظاهر لإسقاط صالح ، يعطي نفس الحق لغيرهم ان يعتصم و يتظاهر لإسقاط غيره ..


----------------------
• " سلطة الساحة 1 " مقالة لي كتبت و نشرت في صحيفة الأولى قبل عام تماما في يوليو 2011