السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ صباحاً

حرب صيف 1994م كانت أخلاقية بامتياز

رضوان محمد السماوي
الخميس ، ٠٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
القضية الجنوبية والموقف منها يبدوا أن الجميع وقعوا ضحية ضخ إعلامي متعمد للانحراف بخط سير القضية والوقوع في براثن خطاب إقصائي انفصالي تغلفه قضية حقوقية سياسية أصابت نيرانها وشظاياها جميع أبناء اليمن من الظلم والتهميش والإقصاء ولا ننكر أن مناطق الجنوب كان لهم نصيب الأسد في ذلك الظلم .

القضية الجنوبية في حقيقتها هي تشخيص للقضية اليمنية ، العائلة ذهبت إلى التوريث بعد حرب 1994م تلك الحرب التي كانت في حقيقتها اجتياح( شيوعي إستاليني شيعي للشمال والجنوب معاً ، علينا أن نعيد قراءة التاريخ بتجرد وأن لا نعزل المواقف والأحداث عن إطارها الزمني والمكاني .

جاءت الوحدة اليمنية في ظل تحولات إقليمية ودولية كثيرة منها هزيمة المعسكر السوفيتي في أفغانستان وسقوط كابول في يد من عُرفوا بالمجاهدين في نوفمبر 1989م وكذا نهاية الحرب العراقية الإيرانية وانتصار حلف السعودية ودول الخليج ومعهم نظام صنعاء وإن إعلامياً رغم أن تلك الحرب في حقيقتها انتهت من غير نصر ولا هزيمة كل ذلك في أعقاب الهزائم العسكرية التي مُني بها التيار القومي واليساري بتحالفاته الطائفية الباطنية العصية على الفهم في تلك الفترة والتي كان صدام حسين بعيداً عنها توج تلك الهزائم والنكسات سقوط الإتحاد السوفيتي وتفكك دوله .

الذهاب إلى الوحدة جاء بعد أربع سنوات تقريباً من أحداث 13 يناير الدامية والتي تغلب فيها التيار القمعي ألإقصائي على مقاليد الحزب والدولة في الجنوب بعد إقصاء تيار القبليين أصحاب أبين .

تلك الأحداث التي خلقت آلاف القتلى في سويعات ، وكان القتل فيها وفقاً للهوية ، دخول هذا التيار في الوحدة كان بمثابة ترانزيت وهروب إلى الأمام ، في محاولة لالتقاط الأنفاس والانتقال لطور جديد ومرحلة مختلفة .

التحالف الشيوعي الشيعي له امتداد تاريخي من أيام الشاه وهناك العديد من الشواهد والأحداث التي تؤكد ذلك .

دخل الجميع في المرحلة الانتقالية وشهدت اليمن هزة ارتدادية نتيجة الغزو العراقي للكويت ، ظل الجنوب الاشتراكي بجيشه وقوته العسكرية وعمل على إعادة الإنتشار وأختار أماكن تمركزه بعناية فائقة وجعلها قواعد عسكرية متقدمة له وذلك في عمران وذمار كأبرز المناطق .

قرعت طبول الحرب من معسكر عمران في شمال الشمال على أمل أن تلتحم القبائل اليمنية لنصرة ذلك المعسكر

يؤيد هذا التحليل التحرك العسكري المحدود للحوثي وأبناءه ، الذي لم يجد صداه ولم تتجاوب معه القبائل اليمنية وانتهى الأمر بحملة عسكرية عقب الحرب دمرت منزل بدر الدين الحوثي وخرج على إثرها إلى لبنان وإيران قبل دخول وساطة في الخط أعادت الرجل إلى اليمن في العام 1997م .

حرب 1994م كانت حرب متوحشة من جانب التيار ألاستئصالي في الحزب الاشتراكي والذي يمكن التعبير عنه بالتيار الاستاليني ، كناية عن اتخاذ العنف سبيلاً للتعامل مع الخصوم السياسيين.

تظهر ملامح ذلك التوحش من خلال بدء الحرب من المعسكرات الجنوبية المنتشرة في المناطق شمال الشمالية ، وكذا استهداف الطيران الجنوبي لمناطق شمالية ومنشئات حيوية ككهرباء الحديدة ، واستهداف العاصمة بعدد من الصواريخ والطلعات الجوية ، وما تناقلته الأخبار في حينه عن شحن ذلك التيار لعدد من محلات الكوافير بالأسلحة خاصة تلك الواقعة في شارع كلية الشرطة .

كل هذه الشواهد تؤكد أن تلك الحرب كانت محاولة ذلك التيار اجتياح شمال اليمن بعد ضمان إحكام سيطرته على جنوب الوطن ، ما نتفق عليه كمظالم وقعت بعد الحرب والنجاح في إفشال مخطط اجتياح ذلك التيار العنيف الإستئصالي والنجاح في تخليص الجنوب من براثنه ، لولا الترحيب الشعبي والسخط العسكري من ذلك التيار ؛ لما تمكنت قوات الشمال من التوغل ودخول مناطق الجنوب ولما تجاوزوا كيلومترات محدودة .

إن الرغبة في التخلص من حكم ذلك التيار العنيف هي التي قادت إلى النصر السريع والحاسم ، رغم الاعتراض الأمريكي والتدخل السعودي الخليجي ( عدا قطر ) لمساعدته

الموقف في تلك الحرب من قبل من يمكن الاصطلاح عليه النظام في الشمال هو موقف وطني أخلاقي أنحاز لصف الحق والدفاع عن الوحدة ، وهو في حقيقته موقف دفاعي اقتضته ظروف الواقع وتداخلاته .

إن حرب 1994م كان بالإمكان وصفها بأنها اجتياح فعلاً لو كانت البداية من معسكرات الشمال التي في الجنوب

إنها حرب بداءات وانتهت أخلاقية وطنية ، لكن ماصاحبها و مآلاتها وحصادها لمدة تزيد عن سبعة عشر عاما ً كانت لا أخلاقية وغير وطنية ، أدت إلى التسلط والتفرد وإقصاء جميع الشركاء السياسيين ، فبعد إقصاء الاشتراكي جرت عملية إقصاء تجمع الإصلاح وانفرط عقد الزواج الكاثوليكي بين الإصلاح وصالح في العام 1997م .