الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٤ مساءً

قطفٌ فبل النضج

بندر الحميري
الخميس ، ٠٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
يقولون في القواعد الأصولية لعلماء فقه الواقع " من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه " وكم أتمنى أن تضل هذه القاعة حاضرة في أذهان السياسيين وصناع القرار وقادة المجتمع

وما يهمني الآن وما نحن بصدد الحديث عنه هو ما حدث أخيرا من رفع لبيوت الثوار من بعض الشوارع في ساحة التغيير- صنعاء – تحت مبررات واهية وحجج لا تقنع صاحب هدف خرج لأجله

إني لأعتب وأعجب في آن واحد من هذا الذي يحدث وأن عجبي من أولئك الذين يهرولون إلى الرحيل وهم خارجون للترحيل أكثر من عتبي على أولئك الذين فكروا بهذا الأمر

ودعوني أعزائي القراء أقف بكم مع هذا التساؤلات

* هل مشاكل اليمن كلها تكمن في رفع خيمة ثائر أم أن هناك حلا آخر يجب أن يتخذ ؟

على ماذا خرج الثوار إلى الساحات وما هي أهدافهم وهل تحققت أم لا ؟

خرج الثوار لإسقاط نظام فاسد – فاشل – جبار- سارق – قاتل –

لكن ما حدث هو منح إجازة لشخص من منصب رئيس إلى منصب زعيم " مافيا "

إذ كيف لي أن أوافق على الرحيل من الساحة ؟ ومن خرجت لأسقاطه لا يزال يملك أكثر من 800 دبابة كلها رهن إشارة من يده المتخفية خلف قفازتين وحصانة وضمانة ؟

كيف لي إن أوافق على الرحيل من الساحة ومن شرّع لقتلى في جمعة الكرامة يتربع فوق مؤسستنا التشريعية " البرلمان " وأخشى - كولة – أخرى – قادمة من أدراجه المشؤمة

كيف لى أن أوافق على الرحيل من الساحة ودماء الشهيد " عبد الرحمن البرعي " المهراق ظلما وعدوانا في صباح أسود من أيام الحديدة الباكية والمتهم الأكبر في قتله يمتلك مكان قبرهـ " مسؤل الأوقاف " فإني أخشى على قبره من النبش من قبل الجهات المالكة حتى يتم طمس مكان الشهيد الشاهد على قاتليه ؟ !

كيف لي أن أذهب من الساحة وأنا اشعر بأن الكثير والكثير من الظالمين لنا ولليمنيين لا يزالون يمارسون نفوذهم وبروح المدافع عن مصير؟ّ !

إذ لايمكن أن أعود إلى منزلي وأفتح قناة يمنية لأجد غراب أسود يزعم أن الخير ينبع من بين أظافره التي لا تهوى إلا النبش في الدم , ينعق ويزعم أنه يصدح غناءً و " موسيقا " حياة لأجل الوطن الذي نقره وبقره بمنقرهـ القذر طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن حين كان يعيش مع حمام وعصافير تفزع من منظره المخيف حتى جاء وقت الصقور لتعلم الغراب قدره الحقيقي وأنه من الفواسق السبعة التي يجب قتلها في الحل والحرم " كما في تراثنا الإسلامي " فإني لا أريد أن أعيش لحظات هذا المشهد وأغض أصابع الندم !

لاأريد ان أعود وأعيش في قلق نفسي وأنا أجد من يسب نضالي ويلعن تضحيتي جهارا نهارا وهو يتمتع بكل أنواع الضمانات والحصانات ولنا الأمنيات فقط

أريد أن تزول المظالم والظوالم والظالمين ويعيش المظلومين لا أريد أن أرى قاتل الأطفال والشباب والأبرياء وهو يحد سكينه ويشحذ سيفه ليعدهـ للجيل القادم

أريد أن أرى أهدافي واقعا حاضرا أمامي لا وعودا حاضرةً في حضرةِ محضرٍ محتضر, فوق طاولات لا تقدم ولا تؤخر..

وأخير اقول ممنوع قطف الثمرة قبل النضج , دعوا ثورتنا تنضج حتى لا نُحرم الثمر, ولربما الشجر والبستان بأكمله!!