الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٤ مساءً

إبراهيم الحمدي وملامح التغيير المطلوبة في اليمن

بشير المصباحي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
في الحقيقة أنني كلما أقتربت ذكرى 13/ يونيو من كل عام أتذكر الأثر المشهور المروي عن عثمان رضي الله عنه القائل إن الله يزع في السلطان مالا يزعه في القرآن وأشعر معها أن اليمن بحاجة للإحتفاء بهذه المناسبة وإستشعار المعاني الوطنية العظيمة التي جاءات بها على اليمنيين وتجديد الإنطلاق من خلالها نحو الغد المشرق.
فلقد أعتمد الرئيس الراحل / إبراهيم الحمدي رحمه الله منذ اللحظة الأولى لتوليه زمام قيادة البلد على الحد من سلطة المشائخ ونفوذهم وإقصاء الكثير من قيادات القبيلة من المناصب العليا في الدولة والجيش ، وقام بإعادة ترتيب وهيكلة المؤسسة العسكريه بحيث تم إستصدار قرار بإنزال جميع الرتب العسكرية إلى رتبة مقدم وبداء بنفسه ، كما قام بإلغاء كلمة سيدي من جميع الخطابات والمراسلات الرسميه ، ومغزى ذلك أنه قد تم إلغاء كل الفوارق الطبقية بين المجتمع اليمني وأصبح الجميع متساوون أمام القانون.
ومع العودة إلى تأريخ اليمن منذ الستينات فإن نظام الحكم في بلادنا ظل يعتمد على إحتكار القيادات العسكرية لمصدر القرار في البلد من خلال تزاوج ملحوظ بين الوظيفة والمال وإنتسابهما لمرجعية واحده يستندا إليها ترتكز بشكل رئيسي على القبيلة التي ظلت طاغية على الحياة العامه وتسيطر على كل مجريات الأمور في اليمن منذ قيام ثورة 26/ سبتمبر وحتى يومنا هذا و ذلك بإستثناء فترة الواحد والأربعون شهرا التي حكم بها الرئيس الحمدي اليمن.
ومع الإدراك المسئول للأسباب التي كانت بحاجة إلى المعالجة الفعليه من قبل قادة الثورة البيضاء في عام 74م فإن حركة التصحيح قد قامت بتطهير الدولة وجميع مؤسساتها من كل أشكال الفساد المالي والإداري في ذلك الوقت وتحول الشعب اليمني إلى العيش برخاء ورفاهيه وإزدهار في كافة مناحي الحياة ، وتم القضاء على كل أشكال التمييز العنصرية والطبقية بين أفراد المجتمع وأصبح القانون سائدا خلال مدة زمنية قصيره.
تلك الروح الوطنية العالية أعتمدت في مسيرتها الظافرة على التسامح وبث روح المحبة بين كافة أطياف المجتمع اليمني التي لم تلغي الأخر ولم تصادر حقوقه بالعيش والحرية إنطلاقا من قاعدة أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون وهذه هي الروح التي ستعطينا الإرادة والإيمان القوي لتحقيق مطالب وأهداف ثورتنا العادلة والمشروعه في تغيير الوضع الذي يؤلمنا جميعا.
إننا بحاجة إلى الحمدي كمشروع سياسي ينقذ البلد من الحالة التي وصلت إليها من أزمات سياسيه وإنفلات أمني وتعمق الصراع بين مراكز النفوذ والإنفراد بالقرارات المصيريه للبلد وضياع حقوق المواطنين وتعدد الولاءات على حساب الوطن ووحدته وثوابته ، تلك هي أوضاعنا المتطابقة تماما مع مرحلة ما قبل فترة الحمدي ولم يبقى لنا إلا أن يأتي ذلك الرجل الذي قال عنه الشاعر الكبير / عبدالله عبدالوهاب نعمان
أتى النبالة سعيا في مسالكها ...... مضوء الوجه فيها أبيض الصحف