السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٧ صباحاً

أستاذ نصر طه.. نحن من سيُزيل الضبابية

حمير أحمد السنيدار
الاثنين ، ١١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٩ مساءً
قرأت مقالة الكاتب الكبير نصر طه مصطفى بعنوان(عن ضبابية المشهد الانتقالي الحالي) والتي وصف من خلالها وبأسلوب بليغ حال المشهد اليمني في المرحلة الإنتقالية وأسلوب تعامل الحكومة معه, وهنا تظهر فطنة الكاتب في فصله بين إدارة الرئيس هادي و إدارة الحكومة التنفيذية, فهناك فرق واضح بين الإثنين في أسلوب إدارة المرحلة الإنتقالية خاصة وأن الحكومة الحالية تعتبر أكثر الحكومات حرية وإستقلالية (نسبياً) في إتخاذ القرارت مقارنة بالحكومات السابقة والتي كانت تُدار عن بعد من دار الرئاسة في كل صغيرة وكبيرة.

فالرئيس هادي تميزت قراراته بأنها كانت في صميم مطالب الشعب الثائر بإنهاء مظاهر إنقسام الجيش وسيطرة العائلة عليه كأولوية قصوى للمرحلة الحالية إضافة إلى توجيهاته بالبدء في التحضير لمؤتمر الحوار الوطني, بل ويظهر ميله إلى العمل الهادئ البنّاء بعيداً عن أسلوب الإستعراض الإعلامي الذي عودنا عليه الرئيس السابق, كما أن الرجل وبالرغم من تحفظ الكثيرين على بعض تعييناته إلّا أنه أعطى الناس إنطباعاً قوياً بأنه جاد في إحداث التغيير العميق في مفاصل الدولة اليمنية لاسيما القوات المسلحة والأمن.

أما الحكومة الحالية فبالرغم من توفر حُسن النوايا الظاهر على (دموع)رئيسها وكذلك بعض وزرائها إلا أنها تسير بوتيرة إصلاحية بطيئة لحد ما في حل مشاكل البسطاء مع كامل تقديرنا لما أنجزته, وكما ذكر أستاذنا القدير في مقالته بأن الحكومة مازالت تتبع الأسلوب الإداري القديم, فالملاحظ أن العقلية الإدارية لم تتغير كثيراً بالرغم من تغير بعض الوجوه حتى وإن كانوا من المشهود لهم بالنزاهة, ومن ضمن الشواهد على ذلك بأن الإجراءات الحكومية الروتينية والمعقدة لم تتغير كما أنه لم يظهر على الحكومة ميلها لإستخدام تقنية المعلومات الحديثه في تحديث مؤسساتها وتسهيل إجراءاتها مع المواطنين أو حتى فيما بينها.

للأسف الشديد أن الحكومة لم توجد الآليات والقنوات التي من خلالها تستطيع أن تنصت لأفكار الشباب اليمني فيما يخص سبل إدارة المرحلة الحالية وآليات صناعة مستقبل اليمن ويبدو لي أن البعض مازال يستخف بالعقلية الشابة ولا يثق بقدرتها الإدارية, وهنا أؤكد بأن الشباب هم من يستطيعون أن يزيلوا الضبابية التي تكلم عنها الاستاذ نصر طه كونهم هم من صنعوا المرحلة الإنتقالية وقبلها خرجوا وطالبوا بمشروع اليمن الجديد والذي بذلوا من أجل تحقيقه أرواحهم, فهم أفهم من غيرهم بما تحتاجه اليمن من أفكار وتقنيات معلوماتية وأساليب إدارية حديثه تعمل على حل المشاكل اليومية للمواطن البسيط.

إنني على يقين بأن الشباب اليمني يستطيع أن يشارك بقوة في إدارة المرحلة الإنتقالية وليس فقط المشاهدة والحوار في القنوات والتعليق على الفيس بوك, فلو سنحت له الفرصة الكاملة فإني متأكد بأننا سنجد المواطن اليمني البسيط سيصحو قريباً وقد بدى له بأن خبز الروتي أصبح أكبر وبأن معاملاته الحكومية صارت أسهل وأسرع, وستفاجأ المرأة في الشارع بوجود باصات نقل ركاب خاصة بها بعيداً عن مزاحمة ومضايقات الرجال.