الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٠ مساءً

حتى يهطل مطر "يونيو"!

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ١٣ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٦ صباحاً
فى يونيو يشتد حر الصيف فى مصر ، و يزيد من حرارة مصر أحداث كثيرة إعتيادية تشهدها سواء قبل الثورة أو بعدها مثل موسم الامتحانات عموما و خاصة الثانوية العامة ، هذا بخلاف إنقطاع التيار الكهربى لعدة ساعات فى بعض مناطق الجمهورية ، لكن يونيو هذا العام اكثر إختلافا عن سابقيه ، فيه جاء الحكم فى ما عُرِفَ إعلاميا بــ "محاكمة القرن" ، وعُرِف فيسبوكياً بــ "تمثيلية المحاكمة" ، فى يونيو أيضا يشهد المصريون انتخابات جولة الاعادة بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين و مرشح محسوب على النظام السابق يوصف بالمستقل طبقا للاوراق الرسمية ، شهد يونيو عودة الثوار إلى ميدانهم ، بعد أن غابوا عنه لكثير من الوقت .. حدث خلال هذا الوقت الطويل نوع من قتل الثورة معنوياً و إضاعة للكثير من طموحات الثوار بين أشياء دستورية و أحاديث نخبوية و إعلام رسمى يشكك فى كل شئ باستثناء ولى نعمته !

فى يونيو .. ولأول مرة فى تاريخ مصر ، يدخل رئيس مصرى أسبق إلى أحد السجون بصفته مجرم ومتهم بالقتل ،فى يونيو أيضا .. يُضرب بمقولة " لا تعليق على أحكام القضاء " عرض الحائط ، إذ أصبح الحديث و التعليق على الحكم الصادر بحق مبارك و وزير داخليته و باكورة البراءات بحق المعاونين ونجليه .. يصبح موضع للسخرية من البعض و تغوص قدميك بمجرد دخولك إلى صفحتك الرئيسية "هوم بيدج" على حساب فيس بوك الخاص بك فى بحر من التعليقات والصور الساخرة من كل شئ فى المحاكمة ، فى يونيو .. يبدأ حوار مصرى حقيقى بين أفراد الشعب حول ضرورة تطهير مؤسسات الدولة جميعها وبلا أى إستثناءات ، لقد بات حقاً من الضرورى أن يشمل التطهير كل المؤسسات بما فيها القضاء و الشرطة و ... ! ، حقيقة لا أخفيكم القول بأن يونيو هذا العام هو الأول من نوعه الذى أرى فيه مرشح كان جزء من نظام أسقطته ثورة .. يمدح الثورة و يعاهد "ويجوزاستخدام : يتوعد" شبابها بأن يساعدهم على تحقيق باقى أهدافها !

يونيو فى مصر هذا العام (ونحن ألان تقريبا فى منتصفه) .. يبشر بأشياء كثيرة ستحدث ، سيناريوهات محتملة ومختلفة يفندها المحللون على الفضائيات و صفحات الجرائد ، لكن فى إعتقادى أن أياً منها لن يكون صحيحاً ، لكن عودنا المصريون دائما على تكون أفعالهم مفاجئة للجميع و مختلفة عن كل التوقعات .. ثمة شئ واحد سيبقى هو : أن يونيو هذا العام إما ان يكون تاريخ لاستكمال المصريون ثورتهم و بنائهم لوطنهم الجديد ، أو ان يكون نهاية فترة انتقالية قام فيها النظام القديم بتغيير جلده ، ليعود ويكمل زبانيته عهد جديد من الفساد و الإفساد .. لا يعلم أحد هل سيمتدد ثلاثين عاماً أخرى أم إلى أى أمد سيكون ! .. أو بالأحرى إلى أن يهطل المطر فى يونيو فيأتى شباب مصرى واعد فى أجيال لاحقة كأجداده من الجيل الحالى ليسقط ذاك النظام ، لكن كل ما أتمناه أن يجتنبوا أخطاء ثورة الأجداد !

فى قصيدته التى غناها كاظم الساهر لتصبح أشهر أغانيه .. يقول "حسن المروانى" :
واغربتاه مضاع هاجرت مدني عني .. وما أبحرت منهـا شراعاتـي
نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي.. ودمروا كـل أشيائـي الحبيبـاتٍ