الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥١ مساءً

كالحوار يحمل أسفارا !

د . أشرف الكبسي
الخميس ، ١٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يبدو أن قوى السياسة والنفوذ ، وهي تتهيأ للدخول إلى حلبة (الحوار الوطني) ، تحركها قوى دفع ذاتية أو خارجية ، قد نست أو تناست - في غمرة التنافس المحموم على حجز مقاعدها ، وتعزيز شروطها التفاوضية وفقاً لقاعدة (اطلب الباطل يأتيك الحق) – أن عليها الإصغاء إلى شعبها بدلاً من الحديث عنه بلا انقطاع ، ولو أنها استمعت لعرفت أن الفترة الإنتقالية - إن استمر الحال على ما هو عليه - قد تعني فترة انتقال نصف الشعب إلى العالم الآخر ، إذ أن الهم الشعبي اليوم لا يتركز على ذلك الحدث السياسي– رغم اهميته – بقدر ما ينصب على الحوار اليومي لملايين اليمنيين مع الجوع والفقر والظلام والإحباط ، أملاً في البقاء على هامش قيد الحياة ، فالحوار (السياسي) أيها السادة المتحاورون ترف ورفاهية بالنسبة للجياع العراة ، الذين تتزايد اعدادهم ومعاناتهم يوماً بعد يوم ، ولو أننا سألنا احدهم : هل تريد أن تجلس إلى طاولة الحوار ! لأجاب فوراً : بل أريد الجلوس إلى طاولة الطعام...!!

وبما أن الحوار في حقيقته هو حوار يفتقر إلى التهيئة اللازمة ، ولم ينبثق عن إرادة وطنية حرة ، وإنما فرضته القوى الخارجية على الأقوياء في الداخل – ولا فرق إن كانوا اتقياء او اشقياء – فلن يكون فيه مكان – في المضمون على الأقل – لمكونات وإرادة الثورة الشبابية الشعبية (المستقلة)، والتي تم ويتم تجريدها تدريجياً من مقومات القوة المؤثرة بما في ذلك الساحات ، وهنا يتسائل البعض : كيف يمكن لحوار وطني – على طاولة اجنبية - تتصدره قوى النفوذ العسكري والقبلي والديني (العتيقة) بناء دولة مدنية حديثة !! وهل نجحت تلك القوى – مجدداً - في فرض نفسها بمنطق قوة الأمر الواقع المتمثل في الغياب القسري للبديل عنها – سواءً اكانت في السلطة أو المعارضة أو كليهما معاً (سلارضة) ، بالرغم أنها وفي حالاتها الثلاث تلك ، قد أثبتت مراراً أن الجماهير كانت دوماً تدفع ثمن الشجار كما تدفع ثمن الحوار..!

خواطر حوارية :
حين تجمعكم طاولة حوار
على الارض أو في الجوار
لا تحيلونا عليها..
حجر نرد في لعبة القمار...

على طاولتكم : نحن وإياكم والعار
ودماء شهيد قد ثار...
وثكلى ترقبكم... في انتظار
تقول ودمعها يواريه الخمار:
يا أهل الحل والعقل والقرار
عبثاً دعوتم ولدي إلى الحوار
فما زال هناك ... شهيداً تحت عجلات القطار..!

حين تجمعكم طاولة حوار
وهنيئاً لكم مائدة المحار
دعونا ... يا أهلنا...يا أهل الدار...
نقتسم يوماً... طاولة العدل والإفطار...