السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٩ مساءً

وطن في ذِمة الصمت

جلال غانم
الاثنين ، ١٨ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
إلى فاروق ناصر علي السياسي والمثقف اليمني الذي أعلن رفع زناد حبره عن القلم وبدءا مرحلة حداد وصمت علٌه بذلك يخفف من جرح وعذاب ومرارات الشقاء في وطن يتقاسم حلمة الأشباح ويرسم معالم مستقبله حفنة من الأوغاد .

أوغاد الزمن الجميل , لصوص الثورات , وعشاق المنصات جاءوا ليغيروا وجه الثورة الحقيقي التي فجرها المثقفون بهذه الكلمات يتمتم فاروق ما تبقى وما تيسر من رعشة الوداع في وطن وهبة القلب والعمر والذاكرة فكان الحصاد أكثر مرا وخيبة الأمل أكثر مرارة , في ربيع عربي ونكهة يمنية اختلطت فيها عرٌق ورائحة الفاسدين برائحة الثورة والدم , والفراغ السياسي في حضرة غياب للقلم والثورات الأدبية كانكسار ونكوص وتراجع لمنظومة القيم المدنية والوطنية المثلى , معادلات قاسيه بددت أبجدية الحلم ووزعت الأمل الوطني بين أعداء وطن الأمس وثوار اليوم كضريبة حتمية لفجر فبراير الذي ابتسم له كل اليمنيين دون أن يتعلموا كيف سُرقت ثورات اليمن- من سبتمبر إلى أكتوبر ونوفمبر - كدروس قاسية قبل فوات الأوان .

ثورات إبتدائيه لم تتعدى السطر الأول من حروف الهجاء , وحصاد ناجح في أيلولة السلطة , ولحظات خادعة من العاطفة والحنين تكللتها التصاعد لبارود ومعوز القبيلي * , وضياع مركزية الثورة وبعدها الإنساني والحضاري في التغيير في تحالف مشبوه ورياح عربية لم تمنحنا إلا مزيدا من الشقاء والشتات السياسي , ووطن يدخل في ذِمة صمته وحداده الأبدي .

____________
*معوز القبيلي : زي يمني تقليدي